الشريط الإخباري

الأمن الثقافي وثقافة الصورة في محاضرة برابطة المحاربين القدامى في اللاذقية

اللاذقية-سانا

اعتبر الدكتور عدنان بيلونة أن الأمن الثقافي هو ضمان الأمان والحفاظ على الأصالة والهوية من خلال سلوكيات ثقافية دفاعية معينة تواجه الغزو الثقافي الخارجي كما تردع في الوقت ذاته عملية تخريب العقول بما يبث من سموم فكرية وثقافية وفنية غايتها انحطاط المجتمع وإفساده.

ولفت بيلونة في محاضرة القاها ظهر اليوم في رابطة المحاربين القدامى باللاذقية بعنوان “الأمن الثقافي وثقافة الصورة” إلى أن الثقافة العربية تواجه الآن وبقوة وتحت ظروف اضطرارية حضارة غربية كونية تسعى إلى تنميطها والسيطرة على موارد شعبها وتبديل قيمه وعاداته وتقاليده وإلغاء مقاومته وتشكيكه في هويته الحضارية العربية كما تواجه غزوا صهيونيا يحاول خرق الثقافة العربية بفعل تداعي روح النضال أمام تغلغل شعارات المصالحة والاستسلام على المستوى السياسي ونمو النزعة الشخصية والأنماط الاستهلاكية وقيم التنافس الفردي على حساب المجموع.

وأكد المحاضر أن الواقع العربي المتردي في ظل ثورة الاتصالات العالمية التي ترافقت مع متغيرات عالمية وإقليمية سياسية واقتصادية واجتماعية بات مهددا في ثقافته أكثر مما مضى بسبب بروز ثقافة جديدة هي ثقافة الصورة التي تتجلى بكل أبعادها النفسية والسيسيولوجية والسياسية والاقتصادية عبر ما تبثه الفضائيات وما يتم تداوله عبر الانترنت لافتا إلى أن هذه الثقافة هي التي أدت إلى مخاض ما يسمى “الربيع العربي” الذي نعيش آثاره الدموية الآن وفي أكثر من بقعة في الوطن العربي.

وأوضح بيلونة أنه وفي هذا السياق برزت مسالة خطيرة جدا في ثقافة الصورة عبر إظهار الأعداء بأنهم حمائم وإبراز العنف كأداة للوصول إلى الغاية وبدأت نشرات الأخبار تكرس لأحداث القتل والتدمير بالتركيز على المشاهد الأكثر هولا ورعبا فيكون رد الفعل تجاه ذلك العنف هو التبلد الحسي وتجميد المشاعر وبالتالي الانكفاء الذاتي وعدم الاكتراث بالقضايا العامة.

ولفت المحاضر إلى أن ثقافة اقتصاد السوق التي تنقلها إلينا ثقافة الصورة عالميا وعربيا وبكل ما يتاح من وسائل بغض النظر عن أخلاق السوق تبتز الإنسان في حاجاته المادية وتجعله يعيش حالة عجز أمام مغرياتها وسط عالم ينشد الربح دوما على حساب القيم الإنسانية والوجدانية.

وختم بيلونة بالتنبيه إلى ضرورة التركيز على الأمن الثقافي ومتطلباته حتى لا يرتهن انساننا لقذارة المال وجشع المادة في البعد العولمي الراهن الذي يسعى إلى تغييب الإنسان العربي والارتهان لإرادة الغرب الأمريكي والصهيوني.