الشريط الإخباري

من الرابح في مفاوضات إيران مع «5+1»؟..-بقلم: مهدي دخل الله

صيغة (رابح – رابح) التي وصفت بها نتائج المفاوضات الماراثونية بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا والاتحاد الأوروبي، بحاجة لتفسير لأنه يبدو – للوهلة الأولى – ربح الجميع معناه كأن المفاوضات لم يكن لها لزوم أصلاً.

من حيث المبدأ صحيح أن المفاوضات التي يتساوى فها ربح الطرفين هي لزوم ما لا يلزم، وعبارة عن إضاعة للوقت، وبالمقابل فإن المفاوضات التي تؤدي إلى ربح طرف وخسارة الطرف الآخر هي مفاوضات إملاء واختلال في توازن القوى بين المفاوضين… كيف يمكن حل هذه الأحجية؟..

الحل هو في جدلية الحياة، وبالتالي جدلية التفاوض، فالمفاوضات الناجحة التي تستند إلى توازن في القوى – حتى لو كان توازناً حرجاً – هي التي يخرج منها المفاوضان بصيغة (رابح – رابح)، لكن ربح كل طرف مشروط بخسارته أيضاً، أي إن كلاً من الطرفين «يخسر عندما يربح».

وفي هذه المعادلة، معادلة الربح المشروط بالخسارة، هناك نقطة توازن حرجة يتم الاتفاق عندها، وهذه النقطة لا تقع في منتصف الطريق أبداً، وإنما تميل إلى هذا الجانب أو ذاك، بمعنى أن الفرق بين الربح والخسارة يكون لدى طرف أفضل من الطرف الآخر، أي إن خسارة هذا الطرف أقل من خسارة الآخر، وربحه أكثر من ربح الآخر..

أما لماذا يوافق على الصفقة الطرف الأكثر خسارة والأقل ربحاً؟ فلسبب بسيط هو أن الخيار الآخر أكثر سوءاً. وهو ما اعترف به أوباما عندما قال: إن قطع المفاوضات أمر سيء جداً لأن الخيارات الأخرى سيئة جداً.

كان على أمريكا أن تقبل بهذا الربح الناتج عن سوء الخيارات الأخرى، وخاصة أن هناك «حصان طروادة» إيراني موجود داخل مجموعة الدول الست وهو موقف روسيا والصين إضافة إلى ألمانيا ذات الموقف الأكثر اعتدالاً.

ربح أمريكا ناتج عن سوء الخيارات الأخرى أما ربح إيران فناتج عن ميزات الاتفاق نفسه، والدليل هو أن واشنطن قالت: إن ربحها هو في منع إيران من امتلاك السلاح النووي، لكن هذا الأمر لا تريده إيران أصلاً إذ إن الخامنئي أفتى بتحريم السلاح النووي ولا يمكن للدولة الإيرانية أن تتبع ما هو حرام شرعاً، باعت طهران لأمريكا أمراً لا تريده أصلاً واشترت به الشيء الكثير.

أولاً- لأول مرة تم اعتراف دولي ببرنامج نووي سلمي خارج إطار الدول العظمى خاصة الولايات المتحدة، ثانياً- أثبتت دولة نامية وصغيرة نسبياً إذا ما قورنت بالدول الصناعية الثماني الكبرى أنها تستطيع التعامل بنديّة مع العالم كله ممثلاً بالدول الست، وثالثاً- وهو الأهم أثبتت أن الاستقلالية أكثر جدوى من التبعية المكلفة التي لا تترك لدى الدول شيئاً من كرامتها ولا من مصالحها.

صحيفة تشرين

انظر ايضاً

مهدي دخل الله خلال ندوة دولية: التحالف السوري الروسي استراتيجي

دمشق-سانا جدد عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور مهدي دخل الله موقف سورية …