الشريط الإخباري

الأديب العراقي عبد الرضا الحميد لـ سانا: الأدب المقاوم حق وطني وإنساني وأخلاقي

دمشق-سانا

عبد الرضا الحميد، قاص وروائي عراقي من جيل الثمانينات، كتب في العديد من الأجناس الأدبية المختلفة عكس من خلالها الواقع الإنساني والاجتماعي والقومي بعاطفة صادقة وإحساس وجداني، واتجه من خلالها إلى الأدب المقاوم الذي اعتبره حقاً وواجباً أخلاقياً ووطنياً وإنسانياً، ليكون موجوداً في مسيرته الإعلامية الطويلة التي سخرها لخدمة قضايا وطنه وأمته.

ولفت في حواره مع سانا إلى أن الموضوعات القصصية والروائية ومناخاتها منتشرة في كل مكان في الواقع والحلم وفي الرؤية وفي جميع العلوم، وهي متاحة للالتقاط بيسر مع اختلاف زوايا الالتقاط وتناقضاتها من أديب لآخر فهناك من يذهب مذهباً حكواتياً لا يضيف للمواضيع إلا تحبيرها، وهناك من يذهب مذهباً تجديدياً تحريضياً منتجاً في استخدام اللغة الروائية أو القصصية.

وعن كيفية انعكاس عمله الإعلامي على نتاجه الأدبي بين رئيس تحرير الصحيفة العربية أن نتاجه الأدبي انعكس على عمله الإعلامي، فقد أتى من دارة الأدب إلى دارة الإعلام، وليس العكس كما هو معروف، قائلاً: “أتيت إلى الإعلام متزوداً بلغة حية نظيفة جدلية، وبهوس البحث عن قيعان المدن وخفاياها والمضي إلى استكشاف الأمكنة المظلمة والأنفس الغائرة في انطوائها على ذاتها وبعدها عن غيرها، إذ فيها ما ينشط المخيلة، ويمدها بأفق بلا ضفاف”، لافتاً إلى أنه لم يزل يكتب في التحقيق الصحفي والاستقصائي والمقال السياسي بلغة تتماهى مع لغة القصة والرواية.

وعن أهمية التجديد في الأسلوب السردي أشار مؤلف كتاب سوراقيون إلى أنه لا يوجد إبداع في أي جنس أدبي إن لم يكن هناك تجديد فيه، حيث إن تعدد المدارس الروائية والقصصية ليس هدفاً مجدياً في التجديد ما لم يكن هناك خروج عن النمط التقليدي الذي يقدم إبداعاً جديداً سواء في اللغة أو في البناء أو في الأسلوب، وهذا ما يسعى إليه المبدعون العراقيون والعرب جميعاً، إذ ثمة نزوع نحو التجديد والمغايرة.

وبين أحد مؤسسي تجمع “تضاد الأدبية” أنه في عام 1989 فاجأ بعض الأدباء العراقيين الشباب بالإعلان عن تأسيسه وهو تجمع تجديدي تأصيلي يجمع بين لغة السرد والشعر والمسرح والسينما والقصص القرآنية والمقامة العربية في نص واحد تمت تسميته بـ (المرأى)، لافتاً إلى أن الطروحات النظرية لهذه المجموعة تحولت فيما بعد إلى منهاج، بمعنى أن التجديد هاجس إبداعي محض.

واعتبر الحميد أن القارئ السوري والعراقي يكادان أن يكونا قارئاً واحداً، فالمناخ الحضاري واحد والبيئة الاجتماعية واحدة والثقافة واحدة والهاجس الإنساني واحد، مبيناً أن القارئ السوري مثل المبدع السوري أكثر تحرراً من القارئ العراقي والمبدع العراقي.

ولفت رئيس اللجنة الشعبية العراقية لنصرة سورية والمقاومة إلى أنه لم يرتق الأدب العربي إلى مستوى التحديات الخطيرة التي تواجهها الأمة، فمعظم الأدباء العرب مشغولون بالجوائز هذه الأيام التي بعضها مسيس غالباً، لافتاً إلى أن كثيراً من الأدباء كتبوا ألوف القصائد والقصص عن القضية الفلسطينية ولكن أكثرهم قصر في الكتابة عن الاحتلال الأمريكي للعراق، فلا بد من الأدب المقاوم في وجه أي احتلال فعلى من يجد نفسه في اختلاف مع المقاومة أن يبحث عن خلل في زوادته الأخلاقية باعتبارها حقاً وواجباً.

ولفت إلى أن النقد على الساحة العربية ليس بالمستوى المطلوب فلم تنتج الساحة العربية منظومة نقدية خاصة، ولكن هناك تطبيقات قسرية لمناهج غيرية على الرواية والقصة العربية، وكأن ما ينتجه الغرب حكماً مفروغاً من وجاهته وعلو منزلته، فلا بد من السعي إلى عودة النقد العربي الحقيقي البعيد عن الأدلجة إلى الساحة الثقافية.

يشار إلى أن الأديب عبد الحميد الرضا من مواليد محافظة ميسان في جنوب العراق، له العديد من الإصدارات الروائية والقصصية والمسرحية منها “كنت مع العريف” “سيدة المياه” “ضجيج الذاكرة” “مكوثاً في الرحيل” “خيول المعنى”، ودخل مجال الإعلام منذ عام 1979 وعمل محرراً في عدة صحف ومجلات عراقية ورئيساً للقسم الثقافي في عدة مجلات، وكاتباً في صحيفة (العرب) اللندنية والمحرر الباريسية، وترأس تحرير العديد من الصحف العراقية.

محمد خالد الخضر

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency