هناك من المعلومات والأدلة والشهادات والتقارير الإعلامية ما يكفي ويزيد للتأكيد أن الاستخبارات الغربية والفرنسية والإنكليزية بشكل خاص، تعمل مع الأجهزة الأمنية والعسكرية في السعودية وقطر والأردن وتركيا لتوفير متطلبات تنظيم «داعش» الإرهابي العسكرية والتقنية ومدّه بالصور الفضائية المباشرة التي تمكنه من تنفيذ غزواته الإرهابية في سورية والعراق ولبنان.
وهذا يعني أن الحكومات الأمريكية والفرنسية والبريطانية تكذب على شعوبها عندما تقول إنها تحارب الإرهاب وتساعد آخرين على محاربته، فهذه الحكومات متورطة حتى النهاية في دعم الإرهاب والإرهابيين، وأكثر من ذلك فهي أحياناً متورطة مباشرة في تنفيذ عمليات إرهابية عبر مخابراتها، وهذا ما حدث في سورية والعراق باعتراف المصادر الغربية.
ويعني كذلك أن الأنظمة الحاكمة في كل من السعودية وقطر والأردن وتركيا تُسيّر من المخابرات الغربية وفق الطلب، وبما يتناسب مع مخططات هذه المخابرات التقسيمية في الوطن العربي، فالغرب الاستعماري يعمل بشكل علني أحياناً لفرض مخططات تقسيمية في المنطقة على أسس طائفية ومذهبية وعشائرية، ويسخّر لهذه الغاية الأنظمة العميلة له، والمجموعات الوهابية الإرهابية التكفيرية المتفرعة عن تنظيم «القاعدة» من أمثال «داعش والنصرة والجبهة الإسلامية» وهذه كلها تقوم على تكفير الآخر، وتحلم بإقامة «إماراتها» حتى لو كانت على مستوى قرى صغيرة.
وقد أعلنت «داعش والنصرة والجبهة الإسلامية» عن إقامة «إمارات» في سورية والعراق في قرى لا يتجاوز عدد سكانها المئات، وشكلت في هذه القرى ما تسميه «محاكم شرعية» و«دور خلافة» وما إلى ذلك.
لذلك يدعم الغرب هذه المجموعات الإرهابية، ولذلك أيضاً يأمر أدواته في السعودية وقطر والأردن وتركيا باحتضان وتدريب وتسليح وتقديم الأموال لهذه المجموعات، والتغطية عليها سياسياً وإعلامياً.
والتاريخ يقول: الأدوات تستخدم لمدة محددة غالباً ما تكون قصيرة الأجل، وبانتهاء فترة استخدامها يتم التخلص منها وتحضير البديل الذي قد يكون لمهمات أخرى، فهل يعي هؤلاء العملاء في منطقتنا نظرية استخدام الأدوات؟!.
بقلم: عز الدين الدرويش