يتنقل العبث الأميركي من مكان إلى مكان حاملاً معه الخراب والإرهاب الذي بات السياسة الأكثر وضوحاً للولايات المتحدة على الأرض، بل السياسة الأكثر تنفيذاً لكونه، أي الإرهاب، أضحى الوسيلة الأسرع والأسهل للولوج إلى أي دولة تناهض وتقاوم السياسات والمشاريع الأميركية بغية نسف حواملها الوطنية وبث الفوضى والرعب بين أركانها.
ما جرى في البرازيل منذ يومين، حلقة جديدة من سلسلة العبث الأميركي الذي لا يزال يطول العديد من الدول، ومنها سورية التي لا تزال ترزح تحت تداعيات وإرهاصات العبث والإرهاب الأميركي الذي خلف خراباً ودماراً وملايين الضحايا والشهداء والجرحى، ليبقى السؤال الأهم والأبرز في هذا السياق: من يحاسب الولايات المتحدة على ما اقترفته سياساتها ومشاريعها وطموحاتها الاستعمارية ليس في سورية فحسب، بل في مختلف دول العالم، بما فيها أميركا نفسها التي نشأت على الحطام والمجازر التي ارتكبتها بحق السكان الأصليين؟!.
العبث الأميركي المتواصل في سورية وبعدة أشكال ووجوه وصور، وكذلك العبث الأميركي المتدحرج على حدود روسيا والصين في أوكرانيا وتايوان، وذاك الممتد إلى مناطق أخرى في العالم، لم يعد يجسد حقيقة سياسات ومخططات ومشاريع الإمبراطورية الأميركية التي أضحت معلنة أكثر مما هي مكشوفة فحسب، بل أصبح يعكس التصدع البنيوي لأركان هذه الإمبراطورية التي اتخذت من التحكم والتسلط والسيطرة والهيمنة منهجاً لكل علاقاتها وممارساتها واستراتيجياتها على المستوى الدولي، وهذا ما جعلها الدولة الأكثر دموية ووحشية وكرهاً على مر التاريخ.