موسكو-سانا
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن توازن الردع النووي هو أساس الاستقرار في العالم، مشيراً إلى أن صواريخ “تسيركون” التي ليس لها مثيل ستدخل في الخدمة بدءاً من الشهر القادم، كما ستدخل صواريخ “سارمات” في الخدمة في المستقبل القريب.
وخلال اجتماع موسع اليوم مع كبار القادة العسكريين في وزارة الدفاع الروسية لتحديد مهام الجيش الروسي في العام المقبل، قال بوتين: إن العمليات العسكرية طرحت عدداً من القضايا التي يجب علينا التعامل معها مثل قضايا الاتصالات والأتمتة وتكتيكات حرب البطاريات.
وأضاف بوتين: رغم وقوف إمكانات حلف شمال الأطلسي “الناتو” قاطبة ضدنا، فإن بسالة ضباطنا ستكمل أهداف العملية الخاصة بالكامل، مشدداً على ضرورة تطوير العمل مع الوزارات المتخصصة، والتنسيق مع المتخصصين في مجال الإدارات الهندسية والمراكز البحثية.
وشدد بوتين على أن الاستعداد القتالي للقوات النووية ضمان لسيادة روسيا ووحدة أراضيها، مبيناً أن تجهيز القوات النووية ازداد 91 بالمئة، ويتم تزويدها بمنظومة الفرط صوتية “أفانغارد”، كما تم تزويدها أيضاً للمرة الأولى بمنظومة الصواريخ العابرة للقارات “سارمات”، مع الاستمرار بالتزويد بمنظومة “آرس”، وهي منظومات ليس لها مثيل في العالم، إضافة إلى أن فرقاطة الأدميرال كريتشوف ستكون بالخدمة بداية العام القادم والتي تزود بمنظومة سيركون المطلقة من البحر.
ونوه بوتين بالجهود الضخمة التي يبذلها الجنود والضباط على الخطوط الأمامية، وكذلك العاملون في المجال الصحي خلال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، حيث تحارب روسيا جميع دول الناتو هناك، مؤكداً أنهم ينفذون بشكل ناجح المهام الموكلة إليهم، والأهداف في نهاية المطاف، ويخاطرون بأنفسهم للدفاع عن روسيا بشكل ثابت من أجل تأمين وتعزيز الحياة السليمة الهانئة لكل مواطني روسيا.
وأضاف بوتين: إن إمكانات وقدرات كل أنواع القوات العسكرية الروسية تزداد بشكل دائم وسنعززها بشكل مطرد، لافتاً إلى أهمية التطوير الدائم للقوات المسلحة ورفع المهارة القتالية وتنفيذ الإجراءات الرامية إلى تحديثها بشكل شامل ومجمل، وتعزيز الكوادر المدربة والمجهزة وزيادة استخدام المسيّرات والاعتماد على استخدام الذكاء الاصطناعي ورقمنة قاعدة البيانات.
بدوره أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال الاجتماع أن القوات المسلحة الروسية تواجه في أوكرانيا قوات الغرب مجتمعين، وأن المستفيد الأكبر من هذا الوضع هو الولايات المتحدة الأمريكية التي تستفيد من إضعاف شركائها في أوروبا، مشيراً إلى أن بلاده تقوم بعمليتها العسكرية الخاصة من أجل الدفاع عن المواطنين من الإبادة الجماعية.
ولفت شويغو إلى أن جزءاً من الأسلحة التى توفرها الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا يصل إلى الأسواق حول العالم، كما أن كثيراً من الوسائل العسكرية الأمريكية يذهب لمساعدة أوكرانيا، بما في ذلك 70 قمراً صناعياً عسكرياً، علاوة على أقمار صناعية أخرى متعددة الاستخدام.
ووفقاً لشويغو، يتم تصوير الأعمال الإرهابية الأوكرانية بوصفها “بطولية” في وسائل الإعلام الغربية، ويتم الترويج للنازية الجديدة في الوقت الذي تتم فيه تصفية العسكريين داخل الجيش الأوكراني ممن لا يطيعون الأوامر.
ولفت شويغو إلى أن الولايات المتحدة تدرب المسلحين الأوكرانيين وتوجه المدربين والخبراء، وتشن حرباً إعلامية ضد روسيا، كما تقوم بالأعمال الإرهابية وقصف المناطق السكنية باستخدام الأسلحة الثقيلة، إضافة إلى الابتزاز النووي عبر القصف على محطة زابوروجيه النووية والتهديد باستخدام “قنبلة قذرة”.
وأضاف شويغو: إن روسيا تواصل الأعمال القتالية واستهداف البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، تزامنا مع اتخاذ كل التدابير للحيلولة دون سقوط الخسائر بين المدنيين الأوكرانيين، وهو ما أدى إلى تكبد أوكرانيا خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية، علماً أن قوات الناتو قامت بتزويد أوكرانيا بالأسلحة والمعدات الثقيلة، وأنفقت 97 مليار دولار على هذه الإمدادات.
ولفت شويغو إلى أن الأعمال الروسية العسكرية الخاصة أظهرت مهارة عالية للقيادا ت والأركان الروسية والجهوزية العسكرية لتنفيذ أصعب المهمات، كما أثبتت الأسلحة والمعدات القتالية جدارتها وتميزها.
ويأتي الاجتماع بينما تواصل القوات الروسية منذ الـ 24 من شباط الماضي عمليتها العسكرية في أوكرانيا لحماية سكان إقليم دونباس، واستكمال تحرير الأراضي الروسية الجديدة في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومقاطعتي زابوروجيه وخيرسون من قوات كييف وحلفائها من المرتزقة الغربيين والبولنديين.
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency