ربما يكون المثل قاسياً، ولكنه من مأثورات الشعوب، وعلى لسان المزارعين الذين يعانون عبث فصيل الخنازير البرية بحقول الذرة، بعد التهام ما تستطيع، وحين تسأل القطعان لماذا تفعلين ذلك، لقد أكلت وشبعت؟ ويكو الجواب: كيف تكون الخنزرة؟.
واشنطن ليست بعيدة عن هذه المقاربة، بغض النظر وإبعاداً للتسميات، فهي تنهب ثروات العالم أينما استطاعت الوصول، لا تكتفي بما تسرقه أبداً، بل تعمل على تخريب كل ما لا تستطيع الوصول إليه.. والأمثلة كثيرة جداً من استباحة ثروات العراق ونهب الآثار وتدمير ما لم تستطع أن تسرقه.. إلى سورية وسرقة النفط والقمح، ومن ثم العمل على تدمير البنى التحتية في الجزيرة السورية.
ويبدو أن روح العدوان الشيطانية تطور أدواتها دائماً وأبداً، فهي تعمل كل جهدها للحؤول دون قيام تعاون بين دول العالم.. وتشير التقارير إلى أنها تتعمد تعكير وتعطيل التعاون بين بكين وبغداد، لئلا يكون للعراق منفذ آخر في تصدير النفط، ولئلا تكون بكين في بحبوحة الاكتفاء بالطاقة لاستمرار تقدمها وازدهارها الاقتصادي الذي يهدد مكانة واشنطن التي لا تؤمن بالتنافس، إنما غايتها أن تكون جميع الاقتصادات العالمية تبعاً لها.. ولا تتورع عن فعل أي شيء في سبيل تحقيق هذا الهدف.