بيروت-سانا
انتقد الكاتب الأردني ناهض حتر سياسات السعودية ودورها في المنطقة العربية والإقليمية مشيرا إلى أنها تمارس نهجا معاديا لقضايا الأمة العربية ومغايرا لنهج التضامن العربي في ظل هيمنتها على دول الخليج واستقطاب بعض الدول العربية الأخرى إلى محورها المشبوه والمتحالف مع العدو الاسرائيلي.
وقال حتر في مقال بعنوان “هل ضلت الجيوش العربية طريقها حقا” نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية اليوم: “إن السعودية ودول الخليج انفصلت عن محيطها وروابطها العربية لا بالمعنى المجازي فقط وإنما بنيويا وتحولت منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي إلى مفصل من مفاصل التركيب العولمي لسوق النفط والاستثمارات والإدارة المالية والسياسية للعالم وهو ما يجعل النظام الخليجي بالتالي حليفا موضوعيا لإسرائيل ويتحول الآن إلى حليف ذاتي وقد حاولت قطر طويلا منافسة السعودية على دورها القيادي في هذه المنظومة بلا جدوى كما ان الخليج كله ينظر إلى بلدان كمصر والأردن والمغرب لا كشركاء ولا كأعضاء في النادي وإنما كأدوات”.
وتابع حتر” إنه بعد حرب تشرين التحريرية عام 1973 وخروج مصر من الجبهة المعادية لإسرائيل وانفجار أسعار النفط أصبح النظام العربي فعليا خاضعا بصورة كبيرة ثم كليا لإرادة السعودية التي لم تنهج أبدا نهج التضامن العربي بل نهج الحرب الأهلية على طول الخط من خلال عدائها لمصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وتآمرها ضد الوحدة المصرية السورية عام 1958 وحربها ضد الثورة اليمنية في عام 1962 ثم إغراقها لمنظمة التحرير الفلسطينية بالأموال وإفساد بناها والتحكم بنهجها بالإضافة إلى التدخلات ضد الثورات والحركات الوطنية في البحرين وبسط سيطرتها على اليمن وغير ذلك”.
ولفت حتر إلى الدور المشبوه للسعودية على المستوى الإقليمي كما في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات ولاحقا العمل على إضعاف العراق والتآمر مع الولايات المتحدة لإسقاطه ومنع وحدته فالسعودية معادية للعراق الموحد القوي أما على المستوى الدولي فقد أغرقت الرياض الانتخابات الأوروبية بالبترودولار لإضعاف اليسار ومولت وهيجت أكبر حملة لنشر الوهابية والفكر الظلامي والطائفية والتكفير منذ نهاية السبعينيات وأسست أولى المنظمات الإرهابية للقتال ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان مشيرا إلى أن الإمبريالية الأمريكية تحتاج إلى البنية السعودية تحديدا كمركز للرجعية وتصدير وإدارة الإرهاب في المنطقة
معتبرا أن هذا هو السر وراء استيعاب واشنطن لانفلات حركة الإرهاب من عقالها أو لإقدام الرياض على سياسات خاصة بها في سياق التحالف الامبريالي.
وتساءل حتر في مقاله.. “هل ضلت الجيوش العربية والإسلامية طريقها إلى فلسطين” وقال “إن هذا هو التعليق الأكثر انتشارا حول العدوان الغاشم الذي تشنه السعودية وحليفاتها العربيات حاليا على الشعب اليمني”.
وأشار حتر في ختام مقاله إلى أن القول بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعرب أصبح لا معنى له انه هو الذي يفتح باب المفاوضات والاتكاء على الحنان الأمريكي لحل هذه القضية اما القول بان الصراع مع المشروع الصهيوني هو القضية المركزية فانه هو الذي يحول دون الاستسلام والتنازلات في فلسطين ويضع الولايات المتحدة في مكانها الصحيح كعدو لا كوسيط كما ان الصراع مع المشروع الصهيوني لا يخاض فقط ضد إسرائيل وإنما أيضا وبالقدر نفسه في الحرب ضد القوى الحليفة للصهيونية والاستعمار.