الشريط الإخباري

بين ثنايا اللون والموسيقا كشف التشكيلي محمد العلبي أسرار (شهرزاد)

دمشق-سانا

على وقع ألحان (شهرزاد) للمؤلف الروسي ريمسكي كورساكوف افتتح الفنان التشكيلي السوري محمد العلبي معرضه الذي ضبط فيه إيقاع العناصر التشكيلية التي تعكس أفكار فلسفته، وربط جذورها برؤى درامية تتناول حكاية شهرزاد.

واستعان العلبي في المعرض الذي حمل اسم (شهرزاد) واحتضنته غاليري زوايا بدمشق بمئة وسبع عشرة لوحة صورها بلغة بصرية مرمزة منسجمة مع الموسيقى وقصد الخطوط والألوان بمبادئ متناقضة ليشكل السيل البصري إلى رؤى المتلقي.

وفتح المعرض الذي يستمر لغاية الرابع والعشرين من الشهر الجاري باباً أمام المهتمين بتغير حامل اللوحة، حيث نوع بأحجام اللوحات التي تراوحت بين الصغيرة جدا،ً ووصلت في أخرى حد الجدارية مستخدماً تقنيات لونية ممتدة على القماش المشدود والسجاد وصناديق الخشب والموزاييك والورق المعتق والحديث والمطبوع.

العلبي أوضح في تصريح لـ سانا أن المعرض مستوحى من موسيقا شهرزاد ويجسد قصتها التي استطاعت الخروج من مأزقها وأنقذت نساء المدينة بلجوئها للخيال والاحتيال على فكرة الموت منذ القدم، إلا أنها باتت تعاصر تطور الحاضر وتتشابه إلى حد مع الآلام التي يفرضها الواقع وقد يكون النجاة منها يحتاج إلى الكثير من الخيال.

وقال العلبي: “إن الخيال هو الملجأ الوحيد للبشرية وسبيل العودة إلى الفنتازيا الروحانية التي تمس الشرق تحديداً الأمر الذي ألهم المبدعين العرب حتى الغرب أمثال المؤلف الروسي ريمسكي كورساكوف”.

وعرج العلبي على أنه يبتكر معرضه بناء على مستند فكري وثقافي ليجذب الجمهور ويلامس شعورهم الداخلي، كونه يرى أن للفن دور أساسي في التثقيف الفني، لافتاً إلى أن اللوحات تعتمد على النص البصري والجماليات البصرية.

كما اعتمد العلبي التنويع في التقنيات المستخدمة ليفتح آفاق أوسع أمام رواد معرضه من جيل الشباب ويلهمهم بطريقة غير مباشرة إلى إمكانية تسخير أي مادة بين يديهم بشرط احترام نسيجها وخصائصها.

واعتبر العلبي العمل الفني مختزلاً صغيراً لعالم الفنان وفضائه الواسع، بالرغم من اختلاف حجم اللوحة والخامات المصنوعة منها التي تمنح كل منها شعوراً مختلفاً في نفس المتلقي.

وعن الإقبال الكثيف لجيل الشباب من طلبة وخريجي كلية الفنون الجميلة بدمشق يقول العلبي: “الفن التشكيلي في سورية ينتج مجموعة من الفنانين التشكيلين المتميزين الذين يحافظون على تألقهم بالرغم من الأزمة التي طالت مختلف مناحي الحياة”.

يذكر أن محمد العلبي من مواليد دمشق1971 درس في معهد أدهم اسماعيل وخريج كلية الفنون الجميلة بدمشق 1995 قسم التصوير الضوئي، حاصل على دبلوم دراسات عليا قسم الرسم، عضو اتحاد التشكيليين السوريين والهيئة التدريسية في كلية الفنون الجميلة بدمشق منذ عام 2002 وفي رصيده جائزة تقدير من معرض الشباب الثلاثة بدمشق عام 2003 وأعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية وفي الأردن والإمارات والمملكة المتحدة وألمانيا والسويد وفرنسا، وله العديد من المشاركات في المعارض داخل سورية وخارجها، وقد أضاف لسجل الإنجازات التشكيلية السورية تقنية فريدة، كونه أول تشكيلي سوري يرسم على السجاد الذي قدمه ضمن معرضه (قصص من الخيال) عام 2020.

أماني فروج

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

نقاد: روح ألف ليلة وليلة تسربت لمجموعة تجليات شهرزاد

دمشق-سانا بين ثنائيات الماضي والحاضر والواقع والمتخيل والمستحيل والممكن تتأرجح مجموعة تجليات شهرزاد للقاص عماد …