الشريط الإخباري

أمريكا.. والاتفاق المهزوم!!-صحيفة تشرين

إذا عدنا بالذاكرة إلى التاريخ القريب جداً، من دون الإشارة إلى البعيد منه، إلى أهداف الاستعمار الجديد في المنطقة، ندرك تماماً لماذا قام آل سعود بالعدوان الموصوف جداً على اليمن الذي كان سعيداً قبل التحرّك الديمقراطي المزيف إليه، الذي كان يحمل الكثير من الأهداف والأجندات التي تقوم مملكة الرمال بتنفيذها حالياً بغطاء مبيّت من «الجامعة» في ظل دعم استخباراتي وتكنولوجي من الإدارة الأمريكية وبرعايتها الكاملة، وذلك وسط أقوال أمريكية ناقدة ومؤنّبة بين الحين والآخر التي تطلب من الإدارة المزيد والمزيد من الهيمنة والسيطرة وبخاصة ما نقل عن لسان جون ماكين من أن العمليات العسكرية السعودية في اليمن ما هي إلا فشل جديد لأوباما الذي لم يقم بذلك بنفسه، بل بالاعتماد على أدواته في المنطقة.. وكذلك تحذير جاء على لسان مشرّعين أمريكيين حول سيناريو خطير يجري في اليمن ـ على حدّ قولهم ـ قد يهدّد الأمن القومي الأمريكي، والأهمّ ما قاله رئيس لجنة الأمن القومي في الكونغرس السيناتور مايكل لكويل، من أن تهديدات الأمن القومي الأمريكي ستبقى لغزاً بعد إجلاء الولايات المتحدة موظفيها من اليمن، إذ لن يكون هناك ـ أي في اليمن ـ أيّ أثر لقدرات الرصد المخابراتية، ما سيؤثر في الحرب الأمريكية ضد «داعش» في أمكنة أخرى، وتالياً ترك الولايات المتحدة كفيفةً في المناطق الساخنة مثل: سورية والعراق.

والحديث هنا، يعيد للأذهان تفاصيل الاتفاق العسكري السرّي بين اليمن وأمريكا، ومغانم السعودية و«إسرائيل» منه، هذا الاتفاق الذي عقد تحت ذريعة الحرب على الإرهاب، على نحو يدخل اليمن تحت الوصاية الأمريكية الكاملة تمهيداً لاحتلاله احتلالاً فعلياً وكاملاً.. ومن هنا، باتت الأصوات تعلو بضرورة ما على أمريكا فعله، وما يجب عليها تقديمه من مساعدة للسعودية ودميتها هادي الذي وقّع معها الاتفاق العسكري، ولكن عليها أولاً نبذ استراتيجيتها الفاشلة.

أما لماذا صارت استراتيجية الرئيس أوباما توصف بالفاشلة في اليمن؟ ربما يفسر ذلك الهدف الذي كان معوّلاً عليه من الاتفاق العسكري الذي وقعته مع هادي الابن الشرعي لها وللسعودية قبل عام ونصف العام.. فبماذا كان يقضي الاتفاق، وكيف أجهض؟

هنا، تكمن تفاصيل آلية العدوان على اليمن، وإدخاله في أتون الطائفية بالعزف على وتر التناقض الطائفي بالذريعة نفسها التي وقّع بها الاتفاق، وهي مكافحة الإرهاب، وهو ما يفسر أيضاً، جنون ردّ فعل آل سعود المجنح بغطاء «الجامعة» لإخضاع اليمن… ويفسر معنى حرب أمريكا المزعومة على «داعش» الذي صنعته بنفسها، ومعنى كيف ستصبح الولايات المتحدة، من دون السيطرة على اليمن، كفيفةً في سورية والعراق، بعدما فقدت فتيل الذريعة الأبرز في تبرير قيمة الاتفاق العسكري الذي سقط بفعل المقاومة اليمنية واستبسالها في الدفاع عن السيادة التي ضاعت في اتفاق الشركاء السرّي، وخاصة إذا علمنا أن أهمّ بنود ذاك الاتفاق هو البند القاضي بضرورة السيطرة على جزيرة سقطرى اليمنية للسيطرة على الملاحة البحرية، كمركز متقدم للأمريكيين للهيمنة على جنوب شبه الجزيرة العربية، إضافة لحظر الأجواء اليمنية لمصلحة الأمريكيين أيضاً.. بما معناه منح أمريكا حق التحرّك في المياه والأجواء والأراضي اليمنية بحرية تامة، ومن ثمّ السيطرة الكاملة على السيادة اليمنية.

ولعل السؤال الساخر الذي يفضي إليه فشل أميركا والسعودية، هو ماذا ستفعل واشنطن، إذا ما أخفقت هي وأداتها في اليمن؟

والحديث تالياً، عن آليات الإفتاء الدينية المرافقة للعدوان العسكري السعودي، وجوازه، من أعلى هيئة دينية في السعودية، وعلى ماذا يتكئ هذا الإفتاء بالاستناد إلى أجندة أمريكا العسكرية وسيطرتها الاستراتيجية على اليمن براً، وجواً، وبحراً، وهو ما تقوم بتنفيذه مملكة آل سعود على أحسن وجه.. كي لا تبقى أمريكا كفيفةً.. ولا اتفاقها مهزوماً!!

بقلم: رغداء مارديني

انظر ايضاً

مصالح تخطت حدود القُبل!-صحيفة تشرين

يبدو أن الحلول السياسية في المنطقة، وسورية تحديداً، مازالت تدخل في أنفاق التحالف الاستعماري الغربي …