S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
السويداء-سانا
نتاج وإبداعات الكثير من الفنانين التشكيليين السوريين يستحضرها الفنان التشكيلي جمال العباس عبر نحو 175 وثيقة، من مقتنياته بين “كاتولوكات وبروشورات”، من ذاكرة التشكيل السوري، ضمن معرض افتتح اليوم في قصر الثقافة بمدينة السويداء.
المعرض الذي يعتبره الفنان العباس محاولة لعملية توثيق، وتحية للفنانين التشكيليين السوريين خلال مشاركاتهم في معارض داخل سورية أو خارجها، هو جزء يسير من كم كبير من وثائق احتفظ بها كما أوضح لمراسل سانا عبر متابعته للحركة التشكيلية من ستينيات القرن الماضي، وحضوره للمعارض في دمشق وغيرها من المحافظات، والهدف من ذلك حسب تعبيره لتكون مرجعاً للمستقبل والأجيال القادمة من الأبناء والأحفاد، ليطلعوا على ما قدمه الفنانون، وللتعبير عن جمالية ما هو موجود في تلك المرحلة، فضلاً عن دور الفن التشكيلي في التوثيق لتاريخ البلد، من خلال الصورة والمنحوتة والمحفورة.
وأشار العباس إلى أنه وغيره من الفنانين والنقاد، يعتزون بالفن التشكيلي السوري لتميزه عما عداه من الفنون التشكيلية في الوطن العربي، لما يتحلى به الفنان السوري من رؤية حضارية وثبات بالشخصية وجهد لتقديم كل جميل، وهو أمر له علاقة بالإرث الحضاري والتاريخ والجغرافيا والمناخ، وهو ما نلاحظه اليوم فيما يحققه السوريون في الخارج الذين يتقدمون على أبناء المناطق الموجودين فيها، لما يقدمونه من إبداعات وإنجازات في شتى المجالات ومنها الفن التشكيلي.
وخلال زيارتها المعرض لفتت الفنانة التشكيلية هدى الدبيسي إلى أن الفنان العباس من الفنانين الكبار الذين صنعوا بصمة مميزة، واعتنى بالتوثيق للحركة التشكيلية السورية لعشقه لكل الفنون التشكيلية على المستوى المحلي والعالمي، وحرصه على تقديم الفائدة للفنانين وتكريم إبداعاتهم، وله فضل على العديد ممن علمهم وأخذ بيدهم، ولا سيما من فناني المحافظة.
وأكد أحد زوار المعرض من المهتمين بالفن والأدب الطبيب كمال الفقيه أهمية ما يقوم به الفنان العباس لجهة توثيق العمل الفني وحفظ آثار الفنانين وأعمالهم الجيدة والمميزة، وخاصة أنه أحد مؤسسي الحركة الفنية التشكيلية في السويداء، وله دور كبير على مستوى سورية وخارجها.
حضر افتتاح المعرض الذي يستمر حتى الخميس القادم، حشد من الفنانين التشكيليين والمهتمين بالفن والتوثيق.
والفنان العباس من مواليد مدينة السويداء عام 1941، وهو من أوائل الفنانين الأكاديميين في المحافظة، حيث تخرج في قسم الرسم والتصوير في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1969، وأسس مركز الفنون التشكيلية بالسويداء عام 1973، وهو مؤسس لفرع نقابة الفنون الجميلة بالسويداء، وكاتب ومحاضر في التشكيل منذ عام 1970، ولديه العديد من المعارض الفردية والجماعية، وعضو باتحادات الفنانين التشكيليين في سورية والجزائر والإمارات والاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب، وحائز جوائز ودروعاً وبراءات تقدير محلية وعربية.
غسان خيو
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency
