دمشق-سانا
اجتمع عصر أمس عدد من التشكيليين والمهتمين بالفن التشكيلي في صالة الرواق العربي بدمشق في ندوة حوارية حول الشخصانية في الفن التشكيلي حاضر فيها التشكيلي أنور الرحبي في سياق تكريس هذا التقليد في يوم الأربعاء من كل أسبوع.
وقال الرحبي أمين سر اتحاد التشكيليين إن الشخصانية في معجم المعاني هي اسم مؤنث منسوب إلى شخص وفي نظرية الفلسفة والتصوف هي نظرية فلسفية مفادها أن الشخصية في قمة المقولات وهي التي تعقل العالم باعتبارها قيمة مطلقة وهي نظرية أخلاقية واجتماعية تقوم على القيمة المطلقة للشخص فإليها يرد كل شيء.
وتابع التشكيلي الرحبي أن الشخصانية تيار فلسفي مثالي انتشر في الفلسفتين الأمريكية والفرنسية في بداية القرن العشرين وهو تعبير عن جوهر موقف أخلاقي واجتماعي لأن الشخص قيمة مطلقة حيث يتصف بصفات تمكنه من المشاركة العقلية والوجدانية في العلاقات الإنسانية موضحا أن هذا التيار يهدف إلى تحقيق وجود الفرد ما يجعل الشخصانية دراسة تاريخية واجتماعية للفرد في تطوره مع الأخذ بعين الاعتبار ما يتعلق بهذا الفرد من أصالة في التفكير والإبداع والتخيل وقوة في التعبير وإظهار رأيه وهويته التي تميزه.
وتعرض الحضور أثناء الحوار إلى عدد من التجارب التشكيلية السورية التي اعتمدت الشخصانية كتجربتي التشكيليين انطوان مقدسي والياس زيات اللتين عبرتا عن صاحبيهما وقدمتا الفن من نظرة الإنسان الفرد وثقافته الذاتية ورؤيته المتفردة.
وجاء في أحد آراء الحضور أن تجارب المحترف التشكيلي العراقي حوت وجهات نظر خاصة حول الشخصانية الفنية على اعتبار أن الفن هو فعل فردي يحتمل الصبوات والتجليات الشخصانية الجليلة كما بين النقاش أن هناك محترفات تشكيلية كالحركة الكويتية تعاني من مأزق فني في تعاطيها مع الشخصانية كفعل فني وفلسفي.
واتسع النقاش في الندوة التي أدارها التشكيلي اكسم طلاع وصولا إلى الفن التشكيلي المعاصر وتكريسه للشخصانية الفنية انطلاقا من نظرته الفردية والخصوصية في الفن مما نتج عنه تيارات متنوعة ضمن المحترف الواحد فتلاشت نوعا ما السمة العامة لصالح الفرادة وإزالة الحدود بين التجارب التشكيلية الوطنية لصالح الإنسانية جمعاء.
محمد سمير طحان