حماة-سانا
رغم معاناته من الصمم وضعف حاسة البصر إلا أن ذلك لم يمنع الطالب عبيدة طربوش من أن يقدم لوحات فنية تجسد ما يجول بخاطره من أحاسيس وأفكار شارك من خلالها بمعارض عديدة.
ولم يتوقف عبيدة عند حدود إعاقته السمعية بل حاول أن يكسر حاجزها مشتغلاً على موهبته التي صقلها وطورها مع مرور الوقت مبيناً أن موهبته في الرسم بدأت منذ سن مبكرة حيث كان يجلس بجوار والده الذي كان رساماً هو الآخر ويقلده في رسم مواضيع عديدة من الطبيعة والمعالم السياحية والأثرية ولا سيما نواعير حماة التي يبرع في رسمها بكل تفاصيلها ومفرداتها.
وأعرب عبيدة لمراسل سانا عن أمله في إطلاق العنان لموهبته نحو آفاق أوسع بما يحقق انتشاراً أكبر لأعماله ولوحاته بين الجمهور والمهتمين وعشاق فن الرسم من خلال المشاركة في المزيد من المعارض المحلية والخارجية.
أم الطالب عبيدة السيدة حنيفة طباع بينت أنهم كأهل اكتشفوا معاناة ابنهم من الصمم عندما كان في عامه الأول ليتم بعدها اكتشاف أنه يعاني أيضاً ضعفاً في حاسة البصر مشيرة إلى أنه كان شغوفاً منذ صغره بموهبة الرسم التي شجعته العائلة عليها بإحضار أقلام والوان ودفاتر رسم له ليمارس هذه الهواية عملياً.
وتشير الأم إلى أن مدرسة الصم والبكم التي انتسب إليها بعمر 6 سنوات لاحقاً تابعت معه تطوير موهبته وتعليمه قواعد الرسم حيث أضحى بعدها يرسم كل الموضوعات وبالأخص المعالم السياحية والأثرية لبلده.
وتعرب عن فخرها بابنها عبيدة الموهوب موجهة الشكر لكل من وقف إلى جانبه وبالأخص مدرسة الصم والبكم بمختلف كوادرها والتي لم تدخر أي جهد في دعم ابنها نفسياً وجسدياً ليكون عنصراً فاعلاً وناجحاً في مجتمعه.
بدورها المعلمة علا صمصام قالت “كنت مندهشة منذ أن قابلت الطالب عبيدة لبراعته في الرسم وخطوطه الجميلة وذكائه وسرعة بديهته وبمجرد انتهائي من رسم أي لوحة أمامه كان يفاجئني بأنه يعيد رسمها ذاتها بصورة تكاد تكون مطابقة للوحتي بكل مهارة وبراعه واحساس فني”.
وتشير إلى أنه رغم معاناة عبيدة من إعاقة الصمم واعتلال شبكية العين لكن ذلك لم يثنه عن الاجتهاد على نفسه حتى صار فناناً موهوباً مشهود له من قبل من حضر المعارض الفنية التي شارك فيها في حماة.
عبد الله الشيخ
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency