دمشق-سانا
لم تخرج سياسة الولايات المتحدة الأمريكية يوماً عن قول الأشياء وفعل عكسها كما تفعل اليوم بلعبها ورقة تايوان الصينية وابتكار أشكال مختلفة للتدخل في الشؤون الداخلية للصين كالزيارات الاستفزازية وتقديم الدعم اللوجستي والعسكري لتعزيز الروح الانفصالية في الجزيرة ما يهدد السيادة والأمن الوطني الصيني وينتهك بشكل خطير التعهدات التي قطعتها واشنطن للحكومة الصينية بشأن التزامها بمبدأ صين واحدة.
فبعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي الاستفزازية وما أسفرت عنه من ردود فعل صينية غاضبة تمثلت بأكبر مناورات عسكرية في المنطقة والتي أعقبتها زيارة لاحقة قام بها وفد من الكونغرس ها هي اليوم تعلن عن صفقة أسلحة مقدمة إلى تايوان اعتبرها المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن ليو بينغيو تدخلاً في الشأن الداخلي للصين يعرض سيادتها للخطر ويهدد السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان لأنه يرسل إشارات خاطئة إلى القوى الانفصالية في تايوان.
وهذه الصفقة التي بلغت قيمتها1.1 مليار دولار ليست الأولى حيث أكملت واشنطن خمس عشرة صفقة بقيمة إجمالية نحو عشرين مليار دولار أمريكي وذلك منذ عام 2016 ما ينتهك مبدأ الصين الواحدة والبيانات المشتركة الثلاثة بين بكين وواشنطن.
وزارة الخارجية الأمريكية لم تنف بدورها الصفقة بل أكدتها من خلال بيان أوضح بأنها تشمل 60 صاروخاً من طراز هاربون قادرة على إغراق سفن حربية و100 صاروخ قصير المدى من طراز سايد ويندر قادر على اعتراض صواريخ أو طائرات دون طيار إضافة إلى عقد صيانة لنظام الرادار التايواني بقيمة 665 مليوناً.
وعلى ما يبدو فان الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تكرار السيناريو الأوكراني الذي أثبت فشله عبر دعمها لنظام كييف بمختلف صنوف الأسلحة ولو كان ذلك على حساب مخزونها الاحتياطي الأمر الذي عبر عنه النائب مايك ماكول العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بقوله “تستنزف مخزونات ذخيرة الجيش الأمريكي من الأسلحة من خلال تزويد الأوكرانيين مباشرة من مخازنه وبشكل غير مباشر تايوان في وقت بدأ فيه توريد الأسلحة من الدول الغربية لأوكرانيا يتراجع بالفعل” وذلك وفقاً لموقع ديفنس نيوز الأمريكي.
وتثبت الحقائق يوماً بعد يوم أن الولايات المتحدة الأمريكية هي السبب الأكبر لتهديد السلام في مضيق تايوان والاستقرار الإقليمي وأنها صانعة المشكلات التي تؤثر على العالم بأسره من خلال تدخلها السافر في الشؤون الداخلية للدول وشن الحروب ضد الدول غير الخاضعة لسياستها وفرض الحصار عليها بهدف إسقاط الحكومات فيها.
فهمي الشعراوي
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc