S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
يوم السبت المقبل وفي الدقيقة الرابعة والأربعين بعد منتصف الليل 44ر00 فجراً يصادف لحظة ظاهرة الاعتدال الربيعي حيث يتساوى طول الليل والنهار وفي هذا اليوم تشرق الشمس من نقطة الشرق تماما وتغرب في نقطة الغرب تماما حيث تكون عمودية على خط الاستواء.
ويقول نائب رئيس الجمعية الفلكية السورية المهندس عبد العزيز سنوبر أن الاعتدال الربيعي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية يتزامن مع الاعتدال الخريفي في النصف الجنوبي منها.
وأوضح سنوبر أن الاعتدال الربيعي يترافق مع موسم الحميمين والذي بدأ يوم الثلاثاء الماضي وسمي بذلك نسبة إلى حمو جوف الأرض وحمو وجه السماء فهو موسم يشابه الصيف نهارا والشتاء ليلا ولهذا قال العامة في الحميمين يذكون الثور أول الصبح ويسلخونه بالظل أول النهار ومعنى هذا المثل أن الثور على جسامته يهلكه برد الليل ويذكونه الفجر ويسلخونه في الظل أول الصبح من شدة حرارة الشمس ولهذا قال العامة يا ربنا يا رحيم اكفنا برد الحميمين ويسمى برده ببرد العجوز نسبة الى عجوز كانت تمارس الكهانة وتنبات بعودة الشتاء فعاد كما تنبات فسمي عليها ويقال نسبة الى العجز وهو الاخير أي البرد الذي ياتي في عجز الشتاء أي آخره.
وقال سنوبر إن بدايته تتزامن مع أمطار السماك وهي الأمطار التي لا تنبت شيئاً لكنها تطيل فترة إخضرار الربيع وتهيى الأرض لربيع الصيف وهو أهم من مطر الشتاء ولهذا قال العامة ياالله بصيفية نرعى بها حوليه .. ولا شتوية نرعى بها شتوية ومطره مخلوط بقصف الرعد ووميض البرق الخلب والذي يرى من مكان بعيد ومشوب بحبات البرد وهو الموسم المخيف لزراعة القمح لتزامنه مع موسم الحصاد السنوي.
وعدد أيامه ستة وعشرون عاما مقسمة على نؤين هما سعد الأخبية والمقدم هذا عند أهل الأنواء وعند العامة حميم الأول وحميم الثاني ففي الأول يحمو باطن الأرض وفي الثاني يحمو وجه السماء.
وأضاف سنوبر ان موسم الحميمين يعتبر آخر مواسم فصل الشتاء، وبانتهائه ينخلع الشتاء بجميع مواسمه، وهو موسم تساوي الليل مع النهار فيتساوى الليل والنهار في أوله ثم يأخذ النهار بالزيادة لأن الشمس تنطلق باتجاه الشمال استعدادا لموسم الصيف الفعلي الحار وخلال هذا الموسم تنشط الرياح المحملة بالغبار والأتربة والعواصف وغالباً ما تكون في ساعات المساء الأولى ويزداد الدفء بالتدريج فيتواءم مع درجة حرارة طبيعة كثير من الهوام السامة والثعابين والعقارب والضبان فتخرج من مخابئها بشكل متهيج.
وأشار سنوبر إلى أن الرياح في أثناء هذا الموسم تكون شمالية شرقية أو شمالية غربية قد تتقلب لكن لفترة وجيزة وتجلب الغبار والأتربة وفي نهاية موسمه تسود الرياح الجنوبية أو الجنوبية الشرقية الدافئة ثم تعقبها آخر نسمات الربيع فتهيج الحشرات وتكثر أمراض الحساسية بأنواعها وفيه موعد هجرة الوز الربيعي والكرك الصغير.
عماد الدغلي
