الشريط الإخباري

الأم الشابة “نهلة علي” تعبر بأسرتها إلى بر الاستقرار المادي

اللاذقية-سانا

هي أم لثلاثة أطفال بالكاد تستطيع تأمين احتياجاتهم الأولية ولأنها لم تنل حظها من التعليم فقد كانت الحاجة والعوز لها بالمرصاد وخاصة أنها لا تملك إلا بقعة صغيرة من أرض زراعية تدر عليها بين موسم وآخر ما لا يسد المتطلبات الحياتية المتزايدة لكن هذه الحال لم ترم الأم الشابة “نهلة علي” في مهاوي اليأس بل حرضتها على مزيد من التفكير والعمل حيث باشرت مشروعا خاصا مولدا للدخل نقلها من مكان إلى آخر حيث الاستقرار المادي والسكينة الداخلية.

قصة النجاح والعمل والصبر روتها “علي” لنشرة سانا الشبابية بكثير من الرضا عن النفس موضحة أن موسم الحمضيات لم يكن كافيا ليؤمن لأطفالها حاجاتهم المعيشية نظرا لقلة مساحة الأرض التي ورثها زوجها عن أهله لكن الألم النفسي بدأ يشتد بها بعد أن كبر أطفالها بدأت حاجاتهم تتضاعف دون قدرة منها على تلبيتها فقد كان من الصعب عليها ألا تستطيع توفير أبسط متطلباتهم.

وأضافت .. إن ذلك دفعها للتفكير بتأمين مصدر آخر للعيش الكريم بأي من السبل ومهما احتاج الأمر منها إلى صبر وكد فما كان منها إلا أن اقترضت مبلغا من المال من أحد الأقرباء بضمان محصول الليمون لعامين متتاليين حيث اشترت بقرة لتربيها موجهة جل جهدها لهذا المشروع الصغير بما يكتنفه من مخاطر وتحديات.

شراء البقرة كما تقول كان “حلا جيدا فهي بدأت بتأمين الحليب واللبن واللبنة والجبن و الزبدة والقريشة لأسرتها و بيع الفائض منه للأقارب والجيران مضيفة إنها بثمن الحليب الذي تبيعه بشكل يومي تشتري ما يلزمها من مواد غذائية وتموينية أخرى”.

بدأت “علي” تتنفس الصعداء على حد تعبيرها منذ انطلاقة المشروع الذي بذلت لأجله كل جهد ممكن حتى إنها عملت على توفير المال لسداد الديون التي كانت مترتبة عليها سابقا إلى انتهت منها تماما لتبدأ بعد ذلك بشراء المستلزمات المنزلية التي حرمت منها طويلا.

كذلك تلد البقرة لها عجلا أو عجلة كل عام تقوم “علي” حسب قولها ببيعها بسعر جيد وتشكل موسما اضافيا للاسرة إلى جانب موسم الحمضيات الذي استردته بعد نهاية فترة الضمان بالإضافة إلى أنها تستفيد من روث البقرة في تسميد أرضها الزراعية.

وتابعت.. رغم أن الجهد الذي اقوم به على مدار اليوم هو جهد فائق إلا أنني أشعر بالسعادة العارمة وأنا أقوم بشراء متطلبات الأولاد وأعمل على تقويتهم من النواحي الدراسية فالسعي الأساسي لي في هذه المرحلة هو لضمان مستقبل جيد لأبنائي عبر الاهتمام بتعليمهم وتوفير كل ما يحتاجونه لإكمال دراستهم.

مي قرحالي