الشريط الإخباري

“الشائعات”.. في الملتقى الحواري الثقافي بحمص

حمص -سانا

“معا سنعيد إعمار سورية” عنوان الملتقى الحواري الثقافي الوطني الذي أطلقه فرع منظمة طلائع البعث بحمص بالتعاون مع مديريتي التربية والثقافة بالمحافظة أيام 9 و 10 و 11 الشهر الحالي وتناول فيه الشائعات ومفهومها وأنواعها ودوافع اطلاقها وكيفية التصدي لها و ذلك بهدف تعزيز ارتباط الطفل بأرضه وثقافته ولغته و بمشاركة عدد من المعنيين في المؤسسات التربوية و الثقافية والدينية .

والشائعة حسب تعريفها في الملتقى هي ترويج لخبر مختلق لتحقيق مآرب و أهداف معينة تهدف لتكوين رأيعام بالمجتمع و تصيب جميع الشرائح من مختلف المستويات.

ولفت أمين فرع طلائع البعث في المحافظة معيوف الدياب إلى دور الملتقى في التوعية بمخاطر الشائعات وتأثيرها المدمر على الأطفال خاصة وجميع أفراد المجتمع عامة وتعزيز الإصرار على حماية الوطن وإعادة بناء الجيل أخلاقيا وثقافيا بالاعتماد على الدور التنموي للمنظمة اجتماعيا ومعرفيا .

وأشار الدياب إلى المهام الكبيرة الملقاة على عاتق المنظمة في ظل الظروف الحالية والتي تتطلب العمل بشكل أكبر على تحصين جيل الأطفال الذين يتعرضون يوميا للكثير من الرسائل الإعلامية المشوهة لتاريخهم وثقافتهم وقيمهم .

بدوره بين مدير تربية حمص أحمد ابراهيم ضرورة إقامة مثل هذه الفعاليات التي من شأنها تعزيز ارتباط الطفل بأرضه ولغته وثقافته العربية والتزامه بقضايا مجتمعه .

واستعرضت اختصاصية علم النفس في جامعة البعث الدكتورة داليا السويد تعريفات الإشاعة وأنواعها وأهمها الزاحفة التي يحيطها التكتم والسر ما يجعل المتلقي يعتقد بصدقها والسريعة التي تمتاز بسرعة انتشارها واختفائها والراجعة التي تروج ثم تختفي ثم تعود وتظهر من جديد إذا تهيئات لها الظروف إضافة إلى الإشاعة الاتهامية التي يطلقها شخص بهدف الحط من مكانة منافس له والاستطلاعية التي تحاول قياس ردة فعل الشارع العام تجاه أمر ما .

بدوره لفت عضو لجنة التمكين للغة العربية بالمحافظة نزار بدور إلى الاشتقاق اللغوي لفعل اشاع والذي يعني أنه اتصل بكل أحد فاستوى علم الناس به ولم يكن علمه عند بعضهم دون بعض وفي المعجم الوجيز الإشاعة والشائعة هي خبر ينتشر غير متثبت فيه .

وأشار إلى بعض تعريفات هذا المصطلح لغويا ومنها المعلومات أو الأفكار التي يتناقلها الناس دون أن تكون مستندة إلى مصدر موثوق به يشهد بصحتها أو الترويج لخبر مختلق لا أساس له من الواقع.

وتحدث عبد اللطيف البريجاوي ماجستير في الشريعة من مديرية أوقاف حمص عن سبل التصدي للشائعات من خلال حسن الظن بالآخرين وأن يطلب الدليل وألا يحدث المرء بكل ما سمع مشيرا إلى أن الاستعمار قديما كان يستهدف الثروات و النفط و الذهب بينما اليوم يستهدف الإنسان بكل ما يملك من فكر وعقل وعواطف و انتماء فكم اقلقت الإشاعة أبرياء وهدمت وشائج وتسببت في جرائم وفككت علاقات وصداقات .

بدوره لفت المهندس نادر طهماز مدير معهد الثقافة الشعبية بحمص إلى تصنيف الباحثين للشائعة على أساس الدوافع النفسية ومنها الشائعات الحالمة أو الوردية التي تدعو للمسرة أو شائعات الخوف أو الواهمة أو شائعات الحقد أو الكراهية وهذه الأخيرة سريعة الانتشار و تهدف إلى تمزيق وحدة الصف و يتولى نشرها العملاء والجواسيس.

وتطرق طهماز إلى سبل مكافحتها و التصدي لها وأهمها كما يقول قيام الدولة بشرح سياستها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمواطن وإزالة كافة الظواهر التي يستفيد منها العدو في نشر شائعاته كالأمية والبطالة و تحصين المواطن من أخطار الحرب النفسية وأنماطها ومحاسبة مروجيها بشدة و تتبع مصدرها من الأسفل للأعلى للوصول إلى النواة الحقيقية .

وبين أهمية اعتماد أساليب الإعلام الموجه التوعوية وعقد الندوات الحوارية لوضع الحقائق أمام الجمهور وعدم التعتيم الإعلامي إلا ما كان يتعلق بالآداب العامة و قضايا الأمن الوطني والأخلاق العامة والاعتماد على الحوار في القضايا العامة بديمقراطية ومرونة و منح المواطن حق التعبير ضمن الضوابط القانونية و الدستورية من أجل بناء الإنسان على أساس المسؤولية والوعي والشعور بالولاء للوطن و اتباع أساليب التربية الحديثة القائمة على التحليل و الحوار و تنمية الوعي في جميع المؤسسات التربوية و التعليمية .