مدريد-سانا
حددت المحكمة الوطنية الإسبانية العليا الـ25 من الشهر الجاري موعدا لبدء المحاكمة الأولى للإرهابيين المتهمين بتجنيد وإرسال أشخاص إلى سورية من أجل القتال في صفوف تنظيم داعش الإرهابي.
ونقلت صحيفة لاراثون الإسبانية عن مصادر رسمية إسبانية قولها “إن بيان المدعي العام أكد أن المتهمين جميعا ينتمون إلى شبكة إرهابية منظمة هدفها الرئيسي الوصول إلى تحقيق وتأسيس ما يسمى “الخلافة الإسلامية العالمية” وتقوم بوظائف وأنشطة مختلفة من بينها تجنيد إرهابيين والتنسيق والاتصال مع أفراد في سورية من أجل التحضير وإعداد ترتيبات سفر و ترحيل هؤلاء الأشخاص من إسبانيا والمغرب والتحاقهم بمعسكرات تدريب تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في المناطق الحدودية مع سورية أو زجهم مباشرة في الأعمال الإرهابية والقتال ضمن صفوف هذا التنظيم الذي يرتكب أبشع و أفظع المجازر في سورية”.
وأشارت المصادر إلى أن المدعي العام طلب عقوبة السجن لمدة 10 سنوات بحق المتهمين الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال عملية أمنية قامت بها الأجهزة الإسبانية المختصة في مكافحة الإرهاب في شهر حزيران من عام 2013 كما طالب بسجن المدعو كريم عبد السلام محمد والمدعو إسماعيل عبد اللطيف علال لمدة 12 عاما بتهمة تزعم والإنتماء إلى تنظيم إرهابي.
وأوضحت المصادر أن بيان المدعي العام يبين أن الإرهابي محمد هو المسؤول الأول عن المجموعة وأنشطتها فيما يتعلق بعمليات التلقين والتجنيد وإعداد كل ترتيبات تنقلات الإرهابيين إلى سورية وتمويلها إضافة إلى تتبع ومرافقة العديد من الذين انضموا إلى صفوف داعش الإرهابي و إجراء اتصالات مع متزعمي هذا التنظيم في سورية كما كان بمثابة صلة الوصل والتواصل بين الإرهابيين في سورية وعائلاتهم في الخارج.
ولفت البيان إلى أن علال المتزعم الآخر في الخلية الإرهابية كان له دور بارز وجوهري في الشبكة من خلال مسؤوليته عن إيصال الإرهابيين إلى سورية حيث أشارت التقارير الأمنية إلى وجوده في تركيا من أجل القيام بمرافقة و مراقبة عملية إرسالهم وإيصالهم إلى سورية موضحا أن بقية أعضاء الشبكة الإرهابية كان دورهم يقتصر على عمليات اصطياد وتلقين الإرهابيين وتسهيل سفرهم وانتقالهم .
وأشار المدعي العام في بيانه إلى الأسباب والعوامل التي أدت إلى ارتفاع وتزايد نسبة الإرهابيين الذين توجهوا من إسبانيا والمغرب إلى سورية في السنوات الأخيرة ومن بينها على وجه التحديد الأنشطة المشبوهة التي كانت تقوم بها ما تسمى اللجنة المشتركة للدفاع عن السجناء الإسلاميين وأنشطة التبشير من قبل بعض الدعاة المتطرفين.
وكانت قوات الأمن المختصة والشرطة الوطنية الإسبانية فككت خلال السنوات الماضية عدة خلايا إرهابية تقوم بتجنيد الأشخاص وإرسالهم إلى سورية للقتال فى صفوف التنظيمات الإرهابية كان آخرها الشبكة التي تم تفكيكها فى الرابع والعشرين من الشهر الماضى والتي عملت على تجنيد أشخاص ولاسيما الفتيات لصالح تنظيم داعش الإرهابي.
وسبق للمصادر الأمنية والاستخبارية الإسبانية أن أشارت إلى وجود نحو 50 إسبانيا في صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية فيما اعتقلت القوات الأمنية أكثر من 48 شخصا عائدا منها خلال السنوات الأربع الماضية.
يشار إلى أن أوروبا والدول الغربية عموما تعيش حالة من الخوف والهلع من احتمال عودة آلاف الإرهابيين إليها وتنفيذهم عمليات إرهابية على أراضيها بعد أن تم السماح لهم على مدى السنوات الماضية بالتوجه إلى سورية للقتال ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية المسلحة بدعم وتمويل وتسليح من الولايات المتحدة وحلفائها ومن ممالك ومشيخات الخليج ونظام رجب طيب أردوغان الذى جعل من الأراضي التركية ممرا آمنا لعبور عشرات آلاف الإرهابيين الأجانب إلى الأراضي السورية.