ظريف بعد لقائه كيري: الحلول بالنسبة للملف النووي باتت بمتناول اليد وما زالت هناك ثغرات

طهران-سانا

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الحلول بالنسبة للملف النووي الإيراني “في متناول اليد ولكن ما زالت هناك ثغرات وفواصل باقية في بعض القضايا وأنه تم الاقتراب أكثر في بعض القضايا من التوصل إلى حل”.

وقال ظريف في تصريحات عقب المفاوضات مع نظيره الأمريكي جون كيري في لوزان السويسرية اليوم “إنه تم تحديد آفاق لجميع القضايا” مشيرا إلى أن الخلافات المتبقية بين طرفي المفاوضات كانت المحور الاساسي لمفاوضات اليوم وتم خلال الاجتماع التباحث حول قضايا كثيرة منها الحظر ورسالة اعضاء الكونغرس الامريكي .

وأضاف “إنه رغم اننا نعتبر رسالة الكونغرس هي مجرد حركة سياسية ولكن من الضروري ان يتبين لنا موقف الادارة الامريكية من هذا الرسالة أيضا” .

وبدأ ظريف وكيرى محادثاتهما اليوم في مدينة لوزان بسويسرا حول الملف النووي الإيراني ومن  المقرر أن يتوجه ظريف إلى العاصمة البلجيكية بروكسل في وقت لاحق للقاء نظرائه البريطاني والفرنسي والالماني ومن الاتحاد الأوروبي قبل العودة إلى مدينة لوزان لاستكمال المحادثات النووية.

وفي السياق وصف عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين المفاوضات التي جرت اليوم بين الوفدين الإيراني والأمريكي في مدينة  لوزان بسويسرا بأنها جيدة إجمالا وقال “إنه يمكن الاقتراب من الحل من خلال هذه الطريقة من المفاوضات”.

ونقلت وكالة أنباء فارس اليوم عن عراقجي قوله إثر انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات بين وزيري خارجية إيران محمد جواد ظريف وأمريكا جون كيري ومساعديهما ورئيس منظمة الطاقة الذرية علي اكبر صالحي ووزير الطاقة الامريكي ارنست مونيز  “إنه يتعين التوصل إلى حلول لكل القضايا قبل تدوين التفاصيل الكاملة وعندها يمكننا القول إننا اقتربنا من الاتفاق”.

وأوضح أن أغلب مباحثات اجتماع اليوم كانت ذات طابع عملي وتنفيذي وبهذا النهج قد نتمكن من الاقتراب من الحلول للقضايا العالقة مشيرا الى أن اجتماع اليوم كان جيدا في الاجمال مقللا من أهمية الحديث عن مذكرة مشتركة أو تفاهم سياسي شفهي حتى نهاية آذار الجاري.

وقال “إن الحديث حول مذكرة مشتركة أو تفاهم سياسي شفهي ليس له ادنى أهمية وان الهدف هو التقليل من الخلافات والتوصل الى حلول وقبل التوصل الى هذا الهدف ليس لدينا أي تاريخ وهو غير مقبول بالنسبة الينا”.

ورأى عراقجي أنه تم خلال الجولتين الماضيتين تحقيق بعض التقدم آملا في تحقيق المزيد خلال الجولة الحالية ايضا رغم وجود ثغرات جراء التفاصيل المسهبة والمعقدة موضحا انه تم تحقيق بعض الخرق في القضايا الفنية والسياسية وانه بامكان القضايا الفنية ان تشكل دعما واسنادا للمباحثات السياسية وبالتالي فإن هذه القرارات سياسية تسهم في التوصل الى اتفاق نهائي.

إلى ذلك أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي في تصريح له إثر المفاوضات مع وزير الطاقة الامريكي أرنست مونيز انه متفائل جدا باستمرار المفاوضات موضحا أن الجلسات تمتلك دوما اجزاء فنية وسياسية.

وأشار صالحي إلى أنه ما زالت هناك قضايا عالقة لكي يتوصل الطرفان الى نقاط مشتركة ولا سيما انه تم طرح القضايا الفنية والعقوبات بين الطرفين خلال جلسة اليوم.

يشار إلى أن جولة جديدة من المفاوضات النووية بدأت أمس بين الوفدين الإيراني والأمريكي في مدينة لوزان السويسرية بهدف التوصل إلى حل القضايا العالقة تمهيدا للوصول إلى حل نهائي بشأن الاتفاق على الملف النووي الإيراني.

لاريجاني: يوجد إمكانية كبيرة للتوصل إلى اتفاق نووي مع الغرب

من جانبه أكد علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني أن بلاده انتهجت التعاون البناء والسلمي في سياستها الخارجية مع الآخرين وخاصة الدول العربية ولا تنوي الهيمنة على أي دولة وأنه لا يوجد أي عائق أمام الحوار بين إيران والدول المجاورة وخاصة الدول العربية.

وقال لاريجاني في مؤتمر صحفي عقده في طهران اليوم إن إيران “تقدم الدعم للدول الجارة فيما لو عانت من مشكلة ما ولكن إيران لا تنوي الهيمنة على أي دولة وأنها أثبتت هذا الأمر بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وأن على الدول المجاورة أن تكون على ثقة بأن إيران لا تنظر برؤية التسلط والهيمنة على أي دولة وأن نظرتها ودية وأخوية”.

وأضاف لاريجاني “إنه إذا كنا ندعم العراق فالسبب في ذلك يعود الى انهم يواجهون التنظيمات الارهابية وبطبيعة الحال فان العراقيين هم انفسهم يقاتلون الارهابيين ببسالة وما حققوه من تقدم يعود لجهودهم وان ايران تقدم الدعم لهم في هذا السبيل”.

إلى ذلك جدد لاريجاني التأكيد على أن مجلس الشورى يدعم الفريق النووي الايراني المفاوض في حال الوصول الى اتفاق جيد وأن إرادة النواب مبنية إجمالا على دفع المفاوضات إلى الأمام معتبرا نهج السيناتورات الاميركيين المناهضين لإيران في توجيه رسالة للمسؤولين الايرانيين تصرفا “غير ناضج” وإجراء جرى استهجانه داخل اميركا نفسها ايضا ولا ينبغي التوقع بأن نقوم نحن بتقليدهم في هذا الأمر.

ورأى لاريجاني أنه يوجد إمكانية كبيرة للتوصل إلى اتفاق نووي مع الغرب اذا لم يطرح الطرف الاخر مطالب مبالغ بها ولا سيما ان ايران اتخذت الكثير من المواقف في سبيل هذا الامر وقال “إذا لم نصل الى الاتفاق الشامل لن يكون العالم قد وصل الى نهايته ونحن نواصل تقدمنا وتطورنا في الوقت الحاضر من دون هذا الاتفاق علما باننا سننتهج سبلا اخرى ايضا في حال عدم التوصل إلى اتفاق”.