أردوغان ودعمه لـ«داعش» بالمسروقات-صحيفة تشرين

يبدو أن الإرهاب لم يعد يستهدف الإنسان في هذه المنطقة فقط وإنما يستهدف كل شيء بما في ذلك التراث الإنساني الذي كانت منطقتنا العربية تفاخر به الأمم، واستهداف الآثار من قبل إرهابيي «داعش» و«النصرة» و«القاعدة» وغيرها من التنظيمات الإرهابية لا يقتصر على تحطيم التماثيل الضخمة وتكسيرها فقط، وإنما تهريب ما يمكن حمله بالقاطرات وبيعه والحصول على ملايين الدولارات يومياً كثمن لتلك الآثار التي من المفترض أن تبقى شاهدة على عظمة الإنسان عامة وعلى إنسان ما بين النهرين على وجه التحديد.

والأخطر من كل هذا وذاك أن الجهات التي تشتري تلك الآثار المنهوبة محددة ومعروفة وهي لا تخالف قرارات «يونيسكو» والمنظمات الثقافية الدولية فقط وإنما تخالف جميع القرارات ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ومعاقبة من يموله أو يقدم له أي تسهيلات وبأي شكل كانت تلك التسهيلات.

تمويل «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية لا يقتصر على تقديم الدفعات النقدية السائلة من السعودية وغيرها فقط وإنما يتم من خلال شراء مسروقاتها من النفط والآثار وحتى الطحين والمعامل والأعضاء البشرية، حيث تأتي حكومة أردوغان وصبيانه في مقدمة تجار الآثار والنفط والمعامل وكل المسروقات التي يحرّم القانون الدولي معاقرتها.

لقد كشف الإعلام الغربي عامة، والإعلام الأمريكي على وجه الخصوص تورط حكومة «العدالة والتنمية» بتقديم الدعم الإلكتروني لمواقع «داعش» ومواقع الإرهابيين الآخرين، ومن قبل تم فضح سياسة حكومة «العدالة والتنمية» التي تتلاقى إلى حد التطابق في أهداف عدوانها على سورية مع أولئك القتلة الذين قدموا عن طريق تركيا من جميع أصقاع العالم.. وما شراء النفط المسروق والقمح والمعامل المسروقة من «داعش» إلا إحدى صور الدعم المالي لتنظيم أجمع العالم كله على أنه يشكل خطراً على الإنسانية.. وكذلك الأمر في شراء الآثار الذي يعتبر جريمة مركبة بحق شعوب المنطقة وبحق شعوب العالم.

والسؤال المطروح هنا: إلى متى يبقى لصوص العالم وداعمو الإرهاب وممولوه يمارسون موبقاتهم من دون حساب؟

سؤال لا تزال الإجابة عنه لا تسر أحداً وخاصة أن الإدارة الأمريكية هي التي تتزعم هذه الجوقة التي تستهدف  الحياة ومقوماتها في سورية وفي المنطقة العربية ككل، لكنهم لن يفلتوا من العقاب إلى ما لا نهاية.

بقلم: محي الدين المحمد