لندن-سانا
كشفت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ عرقل قوانين جديدة لمكافحة الإرهاب تهدف إلى حظر عمل “الدعاة” المتطرفين ومنعهم من استقطاب الطلاب الجامعيين في بريطانيا ودفعهم إلى التطرف.
وتشهد بريطانيا حالة من التخبط بشأن كيفية مواجهة الإرهاب والتطرف الذي مولته ودعمته في سورية وبدأت تتلمس تهديداته بشكل جدي وتحاول ما بوسعها لدرء خطره عن حدودها.
وفي سياق تقرير أعده الكاتبان تيم روس و روبرت مينديك أوضحت الصحيفة أن كليغ اعترض شخصيا على القوانين المقترحة حول مكافحة الإرهاب ومنع المحاضرين و”الدعاة” من زيارة الجامعات البريطانية وإلقاء محاضراتهم على الطلاب وسط مخاوف من احتمال تعرض هؤلاء الطلاب لعملية غسيل دماغ تدفعهم نحو التطرف والانضمام إلى التنظيمات الإرهابية.
واعتبر كليغ أن سن مثل هذه القوانين يعيق حرية الرأي والتعبير ويسمح لرؤساء الجامعات البريطانية بانتقاء من يريدونهم كمحاضرين وباحثين يشاركون في القاء المحاضرات على الطلاب.
وواجه تحرك كليغ انتقادات واسعة وسط مخاوف من عدم قدرة بريطانيا على مكافحة التطرف الآخذ في الانتشار على نحو متسارع في البلاد.
يذكر أن عدد البريطانيين الذين انضموا إلى التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق يبلغ ألفي بريطاني وفقا لنواب في مجلس العموم.
وفي سياق متصل كشفت الصحيفة أن الإرهابي البريطاني الملقب بـ “الجهادي جون” الذي كشف مؤخرا عن اسمه الحقيقي وهو محمد اموازي ما زال يملك حسابا مصرفيا في أحد بنوك بريطانيا.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بإمكان الإرهابي اموازي استخدام حسابه المصرفي بما أن السلطات البريطانية لم تقم باغلاقه مشيرة إلى أن تحقيقات بريطانية كشفت أن حسابات مصرفية تعود لستة إرهابيين بريطانيين فقط أغلقت عقب التعرف على هويتهم.
من جهته أوضح ديفيد اندرسون المراجع القانوني لمشروعات قوانين مكافحة الإرهاب في بريطانيا أن العدد الضئيل للحسابات المصرفية العائدة لمواطنين بريطانيين انضموا إلى التنظيمات الإرهابية يؤكد أن الدور الذي يلعبه قانون تجميد الأصول البريطاني “هامشي وبسيط للغاية” فيما يتعلق بمواجهة التهديدات الإرهابية المتزايدة.
بدوره اعتبر انطوني غليز مدير مركز جامعة باكنغهام للدراسات الأمنية والمخابراتية أن استمرار عمل الحساب المصرفي الخاص بالإرهابي اموازي هو إشارة جديدة إلى فشل الحكومة البريطانية في تحقيق وعدها بحماية الأمن القومي مبديا استغرابه وصدمته من استمرار فعالية حساب لشخص معروف لدى السلطات البريطانية أنه إرهابي ويهدد أمن البلاد.
وبموازاة الكشف عن هوية الإرهابي البريطاني اموازي الذي اشتهر على مواقع التواصل الاجتماعي بلقبه “جون الجهادي” بعد ظهوره في مقاطع فيديو تصور عمليات إعدام رهائن أجانب قالت صحيفة ديلي ميل البريطانية إن معظم بيج مدير منظمة كيج الحقوقية الذي دافع عن اموازي في وقت سابق قد يكون “متورطا” في تدريب الأخير بمعسكر إرهابي في سورية.
وأشارت الصحيفة إلى وجود دليل يثبت أن بيج وهو معتقل سابق في سجن غوانتانامو الأمريكي حضر معسكرا تدريبيا برفقة اموازي أواخر عام 2012 ليلتحق الأخير بعد ذلك بتنظيم “داعش” الإرهابي ويبدأ حملته الإجرامية بذبح الرهائن الغربيين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر بريطانية رسمية رفضت الكشف عن هويتها قولها إن صورة بيج مع الإرهابي المدعو أبو عمر الشيشاني الذي ظهر أيضا في فيديو مع إموازي التقطت في نفس معسكر التدريب.
وأوضحت الصحيفة أن الصورة كانت جزءا من دليل الشرطة البريطانية ضد بيج في محاكمة تشرين الأول الماضي عندما وجهت إليه تهمة بالمشاركة في معسكر تدريب إرهابي في سورية.
وتقف بريطانيا على غرار غيرها من الدول التي دعمت التنظيمات الإرهابية في سورية في مواجهة العواقب الخطيرة لسياساتها الفاشلة والعدائية للدولة السورية مع ارتداد الإرهابيين والمتطرفين إلى البلدان التي صدرتهم في المقام الأول.