أنقرة-سانا
يبدو أن أحلام رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وأوهامه ومخاوفه باتت الهاجس الأول المسيطر عليه والمتحكم بتصرفاته وسلوكياته الهستيرية والتي يستخدمها كمدخل لاستعادة ممارسات أجداده سلاطين العثمانيين ذوي التاريخ الحافل بالممارسات الاستبدادية والتشكيكية حتى بأعوانه.
وفي آخر ما تفتقت عنه مخيلة أردوغان ما كشفته العديد من وسائل الأعلام مؤخرا حول إقامته مختبرا مجهزا للطعام يعمل فيه بشكل دائم خمسة أطباء مختصين بفحص مكونات الغذاء الذي يصل إلى فم الرئيس ووضع متذوقين من البشر الخادمين في بلاطه “كفئران تجارب” لاختبار الأطعمة التي يتناولها.
وبحسب وسائل الإعلام فإن الأمور الصحية ليست على الجدول ولكن الخوف من التسمم هو ما دفع أردوغان لاقامة هذا المختبر في استعادة “بائسة” لما اعتاد عليه السلاطين العثمانيون من تشغيل متذوقين للطعام.
ووفقا لما كشف عنه الطبيب الخاص لأردوغان جودت أردول والنائب أيضا عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا فإن هذا الإجراء يأتي لحماية الرئيس مما سماها مخاطر محتملة زاعما وجود “اعتداءات لا تتم فقط بواسطة الأسلحة بل بواسطة الطعام” مضيفا.. إن المختبر أقيم بغية “درء أي هجوم سمي أو كيميائي أو إشعاعي أو بيولوجي قد يستهدف شخص أردوغان البالغ من العمر 61 عاما عن طريق الأطعمة والمشروبات”.
وبحسب محللين فإن هذا الإعلان ليس سوى “إحدى نزوات اردوغان التي تهدف إلى إظهاره كشخص يتعرض للخطر” في محاولة منه لوضع نفسه بموضع المسؤولية.
ويشير المحللون إلى أن أردوغان بات “رهينة لأحلامه في استعادة أيام السلاطين العثمانيين وهو ما بات واضحا من خلال نزواته وسلوكه التسلطي وحتى سياساته الخارجية”.
وفي هذا السياق لا يمكن إغفال الضجة الكبيرة التي أثيرت حول قصره الفخم الجديد المؤلف من أكثر من ألف غرفة والذي بني على طراز يمزج بين الهندسة المعمارية السلجوقية والعثمانية ما يعكس نمط عيش غريبا بات يتبعه وحالة جنون العظمة التي يعيشها عدا عن التكلفة الضخمة لهذا القصر الذي أمر ببنائه على أراضي غابات أتاتورك بالعاصمة أنقرة دون الحصول على التراخيص اللازمة والتي تجاوزت الـ600 مليون دولار ما دفع نوابا أتراكا إلى القول إن هذا “القصر يمثل رمزا للإسراف والولع بالسلطنة والجاه والخوف الموجود بين الجدران العالية”.
كل ذلك يضاف إلى ممارسات أردوغان السياسية لتكريس نفسه زعيما أوحد لتركيا بشكل مخالف للدستور عبر الاستيلاء على صلاحيات الحكومة وإصراره على أن تجتمع برئاسته عدا عن سياساته الخارجية التآمرية ضد سورية ودول الجوار من خلال إصراره على دعم التنظيمات والمجموعات الإرهابية فيها وجعله تركيا ممرا آمنا لعبور آلاف الإرهابيين من مختلف أصقاع العالم إلى سورية.
وبالمحصلة فإن العديد من المراقبين يجمعون على أن أردوغان وسياساته وهواجسه المتضخمة باتت تشكل خطرا على محيطه الداخلي وفي الأقليم بعد أن أسهم بسياساته التحريضية المنفذة لأجندات الغرب الاستعمارية على تشجيع الإرهاب في سورية والمساهمة بتمدده في المنطقة وانتقاله بسرعة البرق إلى دول عالمية من داعميه.