اللاذقية-سانا
فقد الجندي البطل علي مالك أبو غبرة بصره أثناء قيامه بواجبه المقدس في الدفاع عن أرض الوطن إلا أن بصيرته بقيت نافذة ليدرك أن أي عمل منتج يقوم به هو فعل مقاوم بحد ذاته وخاصة أن المجتمع من حوله بكافة مؤسساته الرسمية والأهلية قد انبرى لاحتضانه بعد إصابته وتقديم كل ما يلزم له ليواصل حياته على نحو طبيعي بما يكفل له عيشا كريما و قدرة على تأمين حاجاته.
مديرية زراعة اللاذقية كانت إحدى الجهات التي تقدمت لرعاية العسكري الشاب عبر تمويل مشروع صغير له من خلال برنامج المنح الإنتاجية الذي تتبناه حيث أتاحت له كما أوضح ابو غبرة في حديث لنشرة سانا الشبابية عدة خيارات انتقى منها تمويل محل للسلع التموينية ليباشر من خلاله حياة جديدة وعملا يضمن مستقبله وخاصة أنه ابن لأسرة مؤلفة من 6 أفراد بينهم طلبة في الجامعة.
وأضاف ابو غبرة “كان هذا المشروع بمثابة طوق نجاة لي بعد إصابتي في الرأس لمرتين متتاليتين في حي باب عمرو في حمص حيث أدت الإصابة الأخيرة إلى فقدان بصري بشكل كامل ورغم تدهور وضعي الصحي ووصولي إلى حالة أقرب إلى العجز التام إلا أنني كنت مصمما على مواصلة حياتي بثبات وعزيمة لأن بلدنا اليوم بحاجة إلى جهود أبنائه في مختلف قطاعات الحياة”.
هذه القناعة الراسخة لدى ابو غبرة العسكري البطل جعلته يكرس الوقت حسب قوله لمشروعه الصغير حيث قامت المديرية بدعمه أولا من خلال شراء سلع تموينية بقيمة 150 ألف ليرة سورية ملأ بها محل السمانة الصغير الذي افتتحه في قريته عين الدلب في جبلة ليتابع البرنامج دعمه و متابعته له من خلال تزويده بعدد من الإرشادات والتوجيهات الأساسية لسير المشروع بشكل جيد.
وأوضح الشاب ابو غبرة أن المديرية تتابعه بشكل مستمر من خلال مشرفين متخصصين يقدمون له النصائح حول أساليب البيع و الشراء و استقدام السلع من مصادرها الرئيسية كما أنه يقوم بمساعدة إخوته الشباب ممن يتناوبون على التواجد معه بتقصي أهم السلع التموينية التي يحتاجها الأهالي في القرية لتكون متوفرة بشكل دائم.
واختتم الشاب بالإشارة إلى أن مشروعه الصغير مازال في طور البداية إلا أنه يتوقع أن يتطور تدريجيا ليسد كامل متطلباته إذا ما منحه الاهتمام و الوقت الكافيين مؤكدا أن الإنسان قادر على الاستمرار في أصعب الظروف بدافع من العزيمة والقرار الصائب وبعون من محيطه الاجتماعي وهي ظروف تتوفر لديه اليوم وتمنحه القوة ليقدم لوطنه المزيد من العطاء.
مي قرحالي