دمشق-سانا
الفنان التشكيلي غطفان حبيب يمتلك خيالا خصبا مليئا بالأفكار التي تدور حول الانسان والطبيعة اضافة لامتلاكه رؤية فلسفية إزاء الفن والمجتمع فألوانه المتناسقة والمتناغمة تعبر عن موهبة وحرفية متقنة تتجلى في لوحاته التشكيلية وألوانه الهادئة والدافئة وانحناءات خطوطه أما دأبه على التعلم والعطاء فجعله يطور أدواته وأساليبه وألوانه.
وفي حديث لنشرة سانا الثقافية قال الفنان حبيب كنت ميالا في بداياتي الفنية الى الواقعية البحتة التي رأيت فيها القوة والصدق والقرب من الشريحة الأكبر من الناس ولكنني عندما اصطدمت بسقف الواقعية وجدت ان فيض الاحاسيس الفنية لا يتسع لها فاتجهت إلى فضاء التجريدية الواسع الذي لا حدود له والذي يستوعب الأفكار اللامنتهية للفن واعتمدتها اسلوبا لاعمالي الفنية.
وأضاف حبيب عندما انتقلت في فني الى التجريدية حاولت أن استقي أفكاري الفنية من مجال دراستي في درجتي الماجستير والدكتوراه في قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة لافتا إلى أن مواضيع الدراسات العليا في هاتين المرحلتين تتمحور حول الفن في فترة ما قبل التاريخ بمنطقة بلاد الرافدين وخاصة في منطقة سورية الطبيعية.
ويشير حبيب إلى أنه وجد في تلك الرسومات البدائية القديمة مجالا خصبا لتوظيف الرموز القديمة في اللوحة التصويرية الحديثة أما الألوان فهو يستخدم الرمل الممزوج بالغراء كأساس خشن للوحاته التي تحاكي تقنية الرسم القديم على جدران مغائر ما قبل التاريخ لافتا إلى أنه يستخدم الالوان الترابية والزيتية بالعموم في جميع لوحاته.
ورأى الفنان حبيب ان الساحة الفنية التشكيلية في سورية تتميز بحضور راق على المستوى الإقليمي والعالمي وأسماء فنية لامعة سواء من جيل الرواد أو من الجيل المعاصر والحديث كتوفيق طارق وممدوح قشلان وناظم الجعفري وفتحي محمد مرورا بأدهم اسماعيل ونصير شورا وفاتح المدرس وصولا إلى جيل الأساتذة القائمين حاليا على الساحة الفنية السورية مؤكدا انهم جميعا منارات أضاءت طريق الحركة التشكيلية السورية لكنه وجد في الذين اتبعوا
المدرسة التجريدية مجالا للاقتداء.
واعتبر التشكيلي حبيب انه في المرحلة الصعبة الراهنة التي تمر بها سورية فإن الحركة الفنية مجال لإيصال رسائلنا إلى العالم أجمع فالفن بحسب حبيب هو لغة عالمية لا تتلون بالسياسة ولا تتجمل بالنفاق بل ينقل الفكر الصادق المجرد من حماقات الواقع عبر الصورة البصرية الواضحة إلى كل ذواقي الفن في كل أصقاع الأرض.
والفنان التشكيلي غطفان حبيب مواليد 1976 محافظة طرطوس حاصل على إجازة جامعية وماجستير من قسم التصوير في جامعة دمشق مسجل في درجة الدكتوراه بالكلية منذ عام 2012 وحائز دبلوم الامبراطورة كاثرين الثانية في التصوير من أوكرانيا ويعمل مدرسا في المركز التربوي للفنون التشكيلية بدمشق ومحاضرا في جامعة دمشق ومدرسا في المعهد التقاني للفنون التطبيقية بقلعة دمشق ومشرفا في مشروع /بكرا إلنا/ لاكتشاف المواهب الفنية
بدمشق.
شارك بالعديد من المعارض منها مهرجان الباسل ومعرض الطلاب الخريجين ومعرض إنسان.. وطن.. ابداع في المركز التربوي للفنون التشكيلية ومعرض افتتاح غاليري بكرا إلنا في نادي محافظة دمشق وعدد من المعارض الاخرى وله أعمال موزعة في روسيا وأوكرانيا وإيران ولبنان.
سهاد حسن