“غدير بدور”يتحدى الإعاقة وينطلق في مشروع للدراجات النارية

اللاذقية-سانا

لم تتمكن إصابة الجندي البطل “غدير توفيق بدور” البليغة أثناء أدائه لواجبه الوطني المقدس في ريف دمشق من النيل من عزيمته وإرادته فعلى الرغم من معاناته من شلل في طرفيه السفليين لم يتخل عن حبه للعمل و قدرته على مواصلة الحياة كفرد منتج بعد أن أثبت جدارته كأحد الجنود الميامين في حرب سورية على الإرهاب.

ولأن الوطن كالأم الرؤوم في تعاملها مع أبنائها فقد سارعت عدة جهات أهلية ورسمية لدعم الشاب المصاب واحتضانه وتمويل مسيرة علاجه الطويلة بموازاة مشروع صغير له قوامه بيع قطع تبديل للدراجات النارية التي طالما كان ركوبها احدى هواياته المفضلة فتعاضدت مديرية الزراعة في محافظة اللاذقية ومعها كل من جمعية “سيدات سورية الخير” وجمعية “نحن سورية” للقيام بهذا الواجب الإنساني.

من ناحيتها قامت مديرية الزراعة كما أكد “بدور” في حديث لنشرة سانا الشبابية بمنحه مبلغا قدره 150 ألف ليرة سورية ليكون عونا له وأساسا للانطلاق بمشروع صغير يساعده على مواجهة الأعباء الاقتصادية والنفسية لحياة جديدة تنتظره وأسرته وهو نفسه ما قامت به الجمعيتان المذكورتان حيث تشاركتا في تقديم مبلغ إضافي له بالإضافة إلى الدعم الطبي لتوفير نفقات الأدوية والمعالجة الفيزيائية والاستشارات الطبية وكذلك الدعم النفسي والمعنوي المتواصل.4

وبين “بدور” أنه خصص غرفة جانبية من منزله الواقع في قرية “البودي” في ريف مدينة جبلة حيث أعاد تأهيلها وعزلها ودهنها وترتيبها لتكون نقطة انطلاق مشروعه الصغير كما عمد بمساعدة أخيه إلى زيارة أحد محال الجملة لبيع قطع تبديل للدراجات النارية فشرح له وضعه الصحي ورغبته بفتح محل صغير في قريته فأمن له بضاعة بقيمة 185 ألف ليرة سورية وتتضمن أكثر القطع طلبا وتداولا.

وحتى يتمكن من النهوض بهذه التجربة المهنية على أكمل وجه فقد تعاقد “بدور” مع عدد من محال صيانة الدراجات في المنطقة ليصار إلى التعاون بينهما لدى الحاجة لتغيير قطعة معطلة أو استبدال أخرى حيث أثنى “بدور” على الاحتضان الكبير من قبل أصدقائه وجيرانه ومحيطه الاجتماعي عموما على ما أبداه الجميع من تعاون ولهفة للمساعدة وتسهيل سير المشروع ونجاحه وخاصة أن العديد من المقربين يلازمونه أغلب الوقت ويقدمون له العون في كل صغيرة وكبيرة تعترض طريقه.

وأشار إلى أن مشروعه لم يزل في طور البداية إلا أنه يأمل خيرا في أن هذه الانطلاقة ستوفر له مورد رزق في المستقبل القريب وتغطي بعض النفقات الحياتية المرتفعة وخاصة أنه ابن أسرة مؤلفة من تسعة أفراد بينهم خمس فتيات.

واختتم بالقول.. إن الإنسان موقف وذكرى ونحن مهما حاولنا رد الجميل للوطن نبقى عاجزين عن ذلك و كم اتمنى لو أنني لم أصب لأواصل الدفاع عن الوطن وعلى الرغم من كل شيء أشعر بأنني لم أفي بلدي جزءا يسيرا من حقها علي.

بشرى سليمان

انظر ايضاً

جامعة دمشق تخصص رابطاً إلكترونياً لاستقبال شكاوى الطلاب

دمشق-سانا أعلنت جامعة دمشق تخصيص رابط إلكتروني لاستقبال شكاوى الطلاب ورفع المظالم