الشريط الإخباري
عــاجــل محافظ دمشق لـ سانا: نتقدم بخالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا، ونتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين، ونؤكد أن هذه الحادثة لن تمر دون محاسبة المقصرين

بعد مرور 23 عاماً على عدوان الناتو ضد يوغسلافيا السابقة.. التداعيات مستمرة والجرائم ماثلة

دمشق-سانا

يستذكر العالم اليوم واحدة من أسوأ الحروب التي شنها حلف شمال الأطلسي “ناتو” بقيادة أمريكا على يوغسلافيا السابقة دون تفويض شرعي من مجلس الأمن الدولي وهو عدوان أدى إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين وآلاف المصابين إضافة إلى تدمير هذا البلد.

ففي الرابع والعشرين من أذار عام 1999 ودون أي تفويض أو قرار دولي بدأ الحلف بقصف جوي على المدن اليوغسلافية وخاصة العاصمة بلغراد بذريعة فشل مفاوضات حول قضية كوسوفو في مدينة رامبويه الفرنسية العدوان الأطلسي الذي استمر حتى العاشر من حزيران من عام 1999 أسفر حسب احصائيات صربية رسمية عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص بينهم مئات الأطفال وإصابة أكثر من 10 آلاف شخص آخرين وخسائر مادية قدرت بـ 100 مليار دولار.

مصادر صربية ودولية أشارت إلى أن قوات الناتو استخدمت في عدوانها أنذاك أسلحة محرمة دولياً وقد أدت تلك الأسلحة إلى إصابة أعداد كبيرة من المدنيين بالأمراض الخطيرة التي تنتج عادة عن استخدام تلك الأسلحة كما جرى خلال عمليات قصف الناتو التي استغرقت 78 يوماً توجيه 2300 ضربة جوية إلى 995 هدفاً كما استخدم ما يربو على 37 ألف قنبلة عنقودية تم حشو الكثير منها باليورانيوم المنضب وما زال مستوى الإشعاع فوق المعدل المسموح به في بعض المراكز السكنية في جنوب صربيا منذ عام 1999 وحسب معطيات الأركان العام للجيش الصربي فإنها تبلغ إجمالاً 112 منطقة سكنية.

وانتهت مغامرة حلف الناتو في يوغسلافيا بعقد اتفاقية كومانوفو في 9 حزيران عام 1999 والتي نصت على استبدال القوات والشرطة الصربية في إقليم كوسوفو وميتوخيا بقوات دولية وفي اليوم التالي أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1244 حول الوضع والتسوية السلمية في إقليم كوسوفو.

وبعد مرور 23 عاماً لا تزال جرائم الناتو في يوغسلافيا السابقة ماثلة في ذاكرة شعوب العالم حتى الآن وهي جرائم أدت في تداعياتها إلى تفكك يوغسلافيا إلى عدة دول وإعلان الاستقلال الأحادي الجانب من ألبان كوسوفو عام 2008 وهو استقلال دعمته القوى الغربية ورفضته صربيا بصورة قاطعة فيما أكدت التقارير الإخبارية أن هدف حلف الناتو الحقيقي من عدوانه على يوغسلافيا كان توسيع حدوده الجغرافية نحو روسيا وقد تم ضم بعض الدول التي كانت داخلة في قوام الاتحاد اليوغسلافي إلى صفوفه.

الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش قال الإثنين الماضي: ” لن ننسى الأطفال من ضحايا عدوان حلف الناتو على يوغسلافيا السابقة” مؤكداً أن بلاده لن تنضم إلى هذا الحلف لأنها لا تستطيع نسيان ذلك العدوان ولن تتردد في تسميته “عدواناً وليس تدخلاً أو حملة” فيما قال وزير خارجية يوغوسلافيا السابقة لزيفادن يوفانوفيتش الذي شغل منصبه من 1998 إلى 2000 ” إن قصف الناتو لبلاده عام 1999 كان لا مفر منه ليس بسبب مواقفها ومشكلتها مع ألبان كوسوفو بل بسبب خطط الحلف للتوسع شرقاً والاقتراب أكثر فأكثر من الحدود الروسية”.

الرئيس التشيكي ميلوش زيمان قدم العام الماضي اعتذاراً عن دعم بلاده قصف الناتو يوغسلافيا السابقة طالباً الصفح من الشعب الصربي واصفاً قرار التشيك آنذاك بدعم الناتو في قصف يوغسلافيا بأنه كان “خطأ” ظل مصدر قلق وضيق له طيلة الوقت.

الخارجية الروسية وصفت قصف حلف شمال الأطلسي “الناتو” ليوغوسلافيا السابقة عام 1999 بأنه وصمة عار ستبقى ملتصقة إلى الأبد بجبينه وسمعته ولن تمحوها مساعي ضم دول المنطقة للحلف وتعميق خطوط الانقسام والتناقضات الاجتماعية في البلقان.

وفي هذه الذكرى قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين عبر تطبيق تلغرام اليوم: ” نشعر بألم خاص بسبب تلك الأحداث، ولكن يجب الاعتراف بأنه في عام 1999 لم يكن بلدنا يتمتع بالقوة الكافية لمساعدة الشعوب الشقيقة ليوغسلافيا السابقة وحمايتها من عدوان الناتو” مؤكداً في ذات الوقت أهمية قيام روسيا بعملية خاصة في أوكرانيا لتجنيب أهل دونباس خطر الإبادة الجماعية.

محمد جاسم

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

خبير عسكري روسي: حلف الناتو وأوكرانيا شاركوا في التخطيط للهجوم الإرهابي على شمال سورية

موسكو-سانا أكد الخبير العسكري الروسي ألكسندر هوفمان أن حلف شمال الأطلسي “الناتو”