S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
شكل معرض الفنان التشكيلي المعلم عبد الله مراد فرصة غنية لمحبي التشكيل للاطلاع على نتاجه الفني خلال العامين الماضيين بمجموعة أعمال حملت قيما مفاهيمية متعددة.
المعرض الذي يستضيفه غاليري البيت الأزرق ضم نحو 35 عملاً فنياً بين لوحات وأعمال تركيبية خشبية بأساليب تعبيرية لامست التجريد وفي بعضها كانت بأسلوب تجريدي صريح وبتقنيات تعددت بين الاكريليك على قماش ومواد مختلفة على ورق.
وتتطلب أعمال المعرض من المتلقي الكثير من التمعن للغوص في دلالاتها التعبيرية وتفكيك خطوطها الفطرية الانفعالية التي جاءت معبرة عن قوة خط الفنان وإدراكه العميق لما يريد إيصاله من أفكار مفاهيمية بأسلوب عفوي رشيق يمتاز بالسهولة الممتنعة وينتمي الى تيارات الحداثة الفنية.
وجاءت أغلب اللوحات بتكوينات ذات لون واحد مع خلفية بيضاء وتقشف لوني وفي غيرها يقدم مراد تداخلات بين تكوينات متعددة مع الخلفية مكونا مشهديات درامية متناغمة لونياً وممتلئة بالانفعالات الوجدانية والفكرية التي تترك الحرية للمشاهد لفهمها وفق خلفيته الفكرية وثقافته البصرية.
وحول المعرض تحدث الفنان والناقد التشكيلي غازي عانا في تصريح لـ سانا أن مراد لم يغادر ضفاف تجربته التي بدأ التأسيس لها ما بعد تخرجه في كلية الفنون الجميلة بدمشق 1970 مباشرة من خلال تأكيد حضوره في المعارض السنوية ومجموعة المعارض الفردية العديدة منذ منتصف السبعينيات داخل وخارج سورية في تلك الفترة التي شهدت حراكاً تشكيلياً ملحوظاً.
وما يميز تجربة مراد برأي عانا إخلاصه لصياغاته التجريدية التي وصلت في تغريبها بعض الأحيان إلى حدود الغنائية والموسيقا اللونية كما في معرضه هذا الذي تجلت تجربته فيه بفرادة خصوصيتها ولا سيما مع رسمه بقايا أشكال تسبح ضمن فراغ اللوحة بتماه مع منظومة الألوان ومشتقاتها ما منح المشهد وفقاً لعانا كثيراً من التناغم والحيوية و الحركة.
يذكر أن مراد من مواليد حمص عام 1944 عمل بعد تخرجه في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق مدرساً للتربية الفنية في معهد دار المعلمين ونال الجائزة الأولى في معرض تحية إلى ميرو وبيكاسو الذي أقامه المركز الثقافي الإسباني بدمشق وأقام معارض فردية في دمشق وحمص وبيروت وباريس وأعماله مقتناة لدى وزارة الثقافة ومتحف دمشق الوطني وضمن مجموعات خاصة داخل سورية وخارجها.
محمد سمير طحان
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency