لم يعد في العالم كله من يشك بدعم قطر للإرهاب، فالوقائع والأدلة والاعترافات أكثر من أن تعد وتحصى ومع ذلك يبدو أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يعير بالاً لكل هذه الحقائق ولم يجد وهو يستقبل أمير مشيخة الغاز سوى كيل المديح للمشيخة والتأكيد على وجود ما وصفها بـ«شراكة متينة» بين البلدين.
وفي سياق المواقف المتناقضة التي تبديها الإدارة الأمريكية بخصوص ما يسمى «مكافحة الإرهاب» والتمييز بين إرهاب «معتدل» وآخر «متطرف» لفت أوباما إلى أنه ومشيخة قطر مصممان على القيام بكل ما هو ممكن لدحر تنظيم «داعش» الإرهابي!.
يبدو أن أوباما قرر المضي متجاهلاً كل الحقائق، ولم يقرأ ما كتبته مجلة «بولتيكو» الأمريكية بالتزامن مع زيارة أمير قطر من أن الأخيرة لا تتوقف عن اللعب على الحبال، موضحة أن آل ثاني مصدر رئيس للتحريض على التطرف والإرهاب ونشر الكراهية الدينية البغيضة كما يشجعون الإيديولوجيات المتطرفة والأعمال العنفية للجماعات الإرهابية مثل تنظيمي «القاعدة» و«داعش» وغيرهما.
وأشارت المجلة إلى أن خطاب التحريض ينطلق من مساجد قطر وينقل عبر شاشات التلفزة الرسمية وترعاها الحكومة.
وتبدي المجلة دهشتها من تضارب الموقف القطري الذي يشارك بشكل صوري مع «التحالف» وفي الوقت نفسه يبرر الأعمال الإرهابية لـ«داعش» ويدعم بكل قوة «النصرة» و«الإخوان» وغيرهما من التنظيمات.
من جانبها تقول صحيفة «صنداي تلغراف»: إن تمويل الإرهاب يتم برعاية الأسرة القطرية الحاكمة، حيث هناك أدلة متزايدة على تورط شخصيات نافذة في تمويل الإرهاب وكشفت عن إدانة عبد العزيز بن خليفة العطية قريب ابن عم وزير الخارجية القطري والصادر بحقه حكم غيابي في لبنان في حزيران الماضي لدعمه «القاعدة» و«النصرة» و«داعش».
في كل يوم يتصدر اسم قطر العديد من وسائل الإعلام الغربية لتورطها بدعم الجماعات الإرهابية في سورية والعراق وتونس وليبيا ومصر، ولم يتوقف الأمر عند هذه الدول فقد أشارت الأحداث الأخيرة في مالي إلى تورط قطر في تدريب وتسليح التنظيمات الإرهابية، والمعلومات الأكثر خطورة نشرتها مجلة «لوكنار تشين» الفرنسية تتعلق بقيام قطر بتمويل الجماعات المسلحة مثل «أنصار الدين» و«أزواد» و«الجهاد» في غرب إفريقيا و«القاعدة» في المغرب الإسلامي و«الاستقلال والمساواة»، وبعد هذا كله يأتي الرئيس أوباما ليشدّ على يد آل ثاني ويمتدح الشراكة معهم وينسى أن قطر تمول ما يسمى «فجر ليبيا» الحليف القوي لـ«أنصار الشريعة» المسؤولة عن مقتل السفير الأمريكي في بنغازي في 2011.
بقلم: شوكت أبو فخر