“كابوس ثلاثي الأبعاد”.. نص مسرحي يتوج محاولات الكاتب الشاب “الحسين الحسن”

حمص-سانا

هو كاتب شاب بحث طويلا عن فرصة يكرس عبرها حضوره المبدع في الساحة الأدبية فكانت تأملاته العميقة في الواقع من حوله هي ما قاده نحو الخطوة الأولى فالممثل والكاتب “الحسين الحسن” تمكن من اقتناص لحظة تحليل عميق للأمور ليضع نتائجها في قالب أدبي افرز نتاجه المسرحي الأول في عمل حمل عنوان “كابوس ثلاثي الأبعاد” شارك في تمثيله مؤخرا ضمن مهرجان خوابي الثقافي في حمص ليكون هذا النص هو بوابته العريضة نحو فضاء طالما حلم بالتحليق فيه.

بدأت تجربة “الحسن” في الكتابة المسرحية حسب ما أوضح في حديث لنشرة سانا الشبابية من خلال عدد من الاسكيتشات التي سعى فيها إلى طرح موضوعات متنوعة تطال بمجملها الواقع المعاش وهواجس الشباب المعاصر ولاسيما خلال الأزمة الراهنة وما أفرزته من نماذج وسلوكيات تجتذب أي كاتب لصياغتها إبداعيا.

أما الانطلاقة الحقيقية له فكانت عبر “كابوس ثلاثي الأبعاد” فهذا النص كما يؤكد هو تتويج لسلسلة من المحاولات الجادة لتنصيب نفسه ككاتب وصاحب رؤية إبداعية وفكرية لافتا إلى أن هذه التجربة تشكل بالنسبة له حجر الأساس نحو فضاء العمل المسرحي الجاد خاصة وأن العرض لاقى إقبالا واسعا من قبل الجمهور الحمصي وكان تقييمه جيدا حسب أراء المتخصصين في الفن المسرحي.

أما فيما يتصل بالعمل فقد أشار “الحسن” إلى أن أحداث المسرحية تدور بين طالبين جامعيين تتغاير مواقفهما تجاه ما يجري في سورية فيتخذ كل منهما مسارا وتوجها مختلفا عن الآخر إذ يتطرف أحدهما فكريا في حين يحاول الآخر ثني صديقه عن تفكيره وإعادته إلى جادة الصواب متكئا على أصله السوري السمح وعلى التاريخ الذي يجمع بينهما بما يتفاعل فيه من قيم حضارية.

وتتواصل أحداث العمل حسب الكاتب الشاب فيتنازع الطالبان وصولا إلى لحظة يعي فيها كل منهما هذا الكابوس ليعودا إلى الواقع مجددا حيث يبين “الحسن” أن العمل يدعو الشباب السوري إلى التمسك بحبل الوطن وقيم التآخي والوقوف معا على قلب واحد لتحقيق واقع أفضل في ظل المصير المشترك للسوريين جميعا.

ورغم المعوقات التي تواجه الجيل الشاب من المبدعين إلا أن هذا الجيل حسب “الحسن” يمتلك طاقات قادرة على التجلي في كل وقت وفي أصعب الظروف لكن هذا يحتاج إلى دعم مادي وإعلامي وتوافر أماكن للتدريب وتفعيل المسرح الجامعي باعتباره المكان الأنسب حاليا للتدرب والعرض.

صبا خيربيك