دمشق-سانا
عشرات التجارب الناجحة لرواد سوريين من الشباب الذين أخذوا على عاتقهم الانخراط في مسيرة التنمية المجتمعية بفعل حسهم العالي بالمسؤولية ورغبتهم في ترسيخ دور بناء في محيطهم فإذ بهم يستثمرون الفضاء الالكتروني في صناعة المحتوى الهادف آملين استقطاب اقرانهم من الشباب الباحثين عن فرصة للتدريب والعمل.
وبالرغم من صغر سنها إلا أن شغفها بريادة الأعمال وحبها للعمل المجتمعي البناء جعل الشابة روان غزي 24 عاما تسعى إلى تمكين الشباب بالمعرفة والتفكير الجديد من خلال صناعة محتوى تستثمر عبره قدراتها العلمية وتنقل جانباً من خبراتها إلى الراغبين بتلقي هذه العلوم.
روان التي تحمل إجازة في الحقوق من جامعة دمشق وتدرس إدارة الاعمال اختصاص “تمويل واستثمار ومصارف” آثرت أن تجعل من دراستها التعليمية والأكاديمية إضافة إلى مهاراتها في التخطيط والقيادة لبنة قوية لمشروعها التنموي الذي تجسد بمنصة الكترونية تعتمد فكرتها على تأمين فرص عمل للشباب ضمن شركات خاصة أو عامة في سورية وخارجها إضافة إلى مهمتها الأولى في تدريب هؤلاء الشباب المرشحين حسب الخبرات المطلوبة لافتة إلى أن رصيد المنصة اليوم يضم أكثر من 50 شركة سورية و17 شركة اماراتية يتم التعاون معهم بشكل دوري.
وتضم المنصة مركزا تدريبيا يحمل اسم “المركز الوطني السوري للتدريب والتنمية” تتمكن روان عبره وفق قولها من التعاون مع العملاء وتطوير استراتيجيات وحلول عالية القيمة من خلال تدريب الشباب في مجالات متنوعة كحصص المحادثة الإنكليزية والغرافيك ديزاين والتشبيك مع العديد من شبكات التواصل الاجتماعي إضافة إلى إدخال التدريبات العلمية لطلاب الصيدلة ومساعدة الطلاب بالحصول على منح ضمن جامعات المانية.
أما الشاب عمار عتمه فقد بدأ مسيرته في ريادة الأعمال من فكرة راودته وبدأ بتطبيقها أول الأمر على أرض الواقع معتمدا على دراسته الأكاديمية واختصاصه في مجال الفيزياء ليبدأ بتعليم الطلاب باستخدام فكرة التجارب الفيزيائية والحقائب التدريسية وبطرق بعيدة عن التعليم التقليدي مضيفا في حديثه لنشرة سانا الشبابية.. “بعدها بدأت الفكرة تتوسع أكثر وعملت على تطويرها حتى أصبحت مشروعا قمت بعرضه على عدة منظمات وتمت الموافقة عليه وتمويله من قبل منظمة المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية”.
مشروع عمار الذي سماه الفيزيائي الذكي بدأ كما أوضح بتدريب الأطفال واليافعين وتعليمهم أساليب وطرقا ممتعة لفهم الفيزياء لافتا إلى أنه بانتشار وباء كورونا تحولت مسيرة المشروع إلى الفضاء الالكتروني ليتابع التعليم أون لاين عبر منصة تعليمية للفيزياء وتم توسيع المشروع واستقطاب مدربين لاختصاصات موسعة وتم تدريب طلاب من جميع الفئات بعدة نشاطات من حساب ذهني وريادة الأعمال وإدارة المشاريع والتسويق الإلكتروني والفيزياء والحاسوب ومن ثم تم فتح مركز خاص يدعم جميع الأعمار وباختصاصات موسعة ومتنوعة.
الشاب محمد المغربي هو أيضا أحد رياديي الأعمال السوريين حيث أنشأ منصة لتعليم الفوتوغراف تحت عنوان “خطوات نحو الضوء” وعمل فيها جاهدا على كتابة المقالات التعليمية وتقديم قراءات ممنهجة لعدد من المواقع المتخصصة وتراجم لمقالات وكتب وبشكل مجاني تماما لتكون منصة تعليمية مجانية يشرف عليها كبار أساتذة الفوتوغراف في الوطن العربي من مدربين ومصورين ورؤساء جمعيات واتحادات لتصبح المنصة بمحتواها التعليمي مرجعا في المجال الفوتوغرافي.
وبرأيه.. “فإن منصات التعليم عن بعد تعد اليوم جزءاً مهماً من المنظومة التعليمية وهو جزء باق ومتنام ولكن كما لكل شيء وجهان فإن لهذا النظام عقباته إذ برز أيضا في خضم هذه الفورة العديد من راكبي الأمواج الذين يفكرون بالربح فقط فقدموا محتوى بلا أسس علمية وحتى دون مؤهلات أحيانا لذا يجب على الراغب في التعلم عن بعد أن يبحث جيدا عن المنصات التعليمية المحترمة والتي تفرض على العارضين فيها إبراز إثبات عن أهليتهم لهذه الورشات التي سيقدمونها”.
لمياء الرداوي