دمشق-سانا

في حلب تصدح الأغاني من خلف المشربيات ويتناهى من خلف حائط مفعم بالأسرار.. صوت قيثارة.. ولا تدري كيف تتلون أمسياتها بصوت العود والتخت الشرقي.

وليس من أحد في شرق الوطن العربي وغربه.. وفي سورية بكامل جغرافيتها الغنية بهويتها الثقافية الأصيلة إلا ويطرب أو يستمتع بالغناء الجميل.. يصدح به صوت شجي أو يعزف له بإتقان على آلة موسيقية.

إنه “طرب حلب”

حلب: وهي على ما هي عليه من إتقان لفن السماع.. والقدرة العالية على الانتقاء.. والادراك العميق لكل لحن جميل على نص شعري رفيع .. أو لحن آلي ممتع.. جعلها مركز امتحان لقدرات المحترفين من مطربين وموسيقيين ووافدين إليها طلباً للعلم فيها من شعراء وكتاب أغنية ومؤلفين وملحنين ومطربين ونقاد.

واليوم تحتفل سورية كل سورية ومحبو هذا البلد الجميل بتسجيل ملف القدود الحلبية على القائمة التمثيلية للتراث الإنساني في “اليونيسكو” وفي هذه اللحظة نستحضر قول المتصوف الكبير محي الدين ابن عربي متغزلاً بالشهباء حيث قال: حلب تفوق بمائها وهوائها وبنائها  والزهر من أبنائها بلد يظل به الغريب كأنه في أهله  فاسمع جميل ثنائها.

فمن حق أبناء سورية أن يفخروا بتراثهم الموسيقى “الغنائي والآلي” وأن يعتزوا بهذا الانجاز الوطني المهم لأنه نتيجة جهد دؤوب عملت عليه المؤسسات السورية من حكومية وأهلية تصدرتها الأمانة السورية للتنمية فجمعت المعلومات عن القدود الحلبية وتواصلت مع أصحاب الاختصاص من مطربين وعازفين وباحثين ومجتمع محلي موثقة التفاصيل مدعمة إياها بالأفلام التوثيقية فرصدت في الملف الذي قدم لليونيسكو نشأة القدود وأصلها وتاريخها وقيمتها المجتمعية والثقافية عند أهل حلب.

وهنا يضاف إلى جمال حلب تفوقها في التذوق فما من لحن جميل سمعه أهلها أن كان وافداً إليها إلا وضموه إلى محفوظاتهم واضافوه إلى موروثهم  قد ينسى في موطنه الأصلي لكن يبقى خالداً في الذاكرة الحية لموسيقا حلب.

أجدادنا السوريون تركوا لنا إرثاً ثقافياً “صافياً نقياً” نقف أمامه بكل اقتدار ومسؤولية في الحفاظ عليه وصونه لنعمل على دراسته واكتشاف أسراره ونتعرف على مكنوناته ونتذوق عذوبة جماله لنصل إلى إبداع مشاريع ببصمة سورية تحمل قيمة الأصالة ونصدرها قيمة إنسانية تخاطب شعوب العالم.

ومعها تستمر الحكاية

رشا محفوض

القدود الدينية.. الحكاية الرابعة

إذاعة حلب حضن مبدعي القدود الحلبية.. الحكاية الثالثة

رائد القدود الحلبية الشيخ أمين الجندي… الحكاية الثانية

القدود الحلبية.. الحكاية الأولى

انظر ايضاً

القدود الحلبية عنصر تراثي لامادي في ورشة عمل للأمانة السورية للتنمية

حمص-سانا نظمت الأمانة السورية للتنمية ورشة عمل حول القدود الحلبية كعنصر من عناصر التراث الثقافي …