دمشق-سانا
جاءت مجموعة “سفر تكوين الحب” للشاعر بلال أحمد امتداداً لمجموعته الأولى “الهوى الشرقي” وتطوراً لها على صعيد الرؤى والانزياح والبناء الشعري للقصيدة شكلاً ومضموناً.
ويظهر من قصائد مجموعة “سفر تكوين الحب” الشعرية سعي أحمد لتقديم نص يختلف عن السائد ففي قصيدة الافتتاح والتي حملت عنوان “إهداء” يخرج الشاعر عن المألوف عندما يهدي مجموعته إلى رمز وليس إلى أفراد وهو “الحب الضائع الذي لا يرجو منه خلاصا” بقوله: “إلى الحب الذي ضيعت.. وفي روحي بقاياه”.
المجموعة التي تميزت بحملها كل معطيات الحداثة على صعيد الانزياح والرمز والصورة الشعرية وتعدد احتمالات المعنى والايجاز والانسيابية حافظت على عمود الشعر وأوزان الخليل ليقدم أحمد من خلالها دليلاً واضحاً على قدرة هذه الأوزان على حمل كل تجليات الحداثة الشعرية وطروحاتها.
ورغم أن الشاعر لم يقف ضد النص النثري بشكل مطلق حيث ورد نصان أو ثلاثة في مجموعته السابقة “الهوى الشرقي” إلا أنه أبعد النثر تماماً في عمله الجديد ليقول لنا بشكل أو بآخر أن الموسيقا الشعرية وتفعيلات الخليل جزء أساسي في بناء النص وضرورة شعرية تقتضيها القصيدة على صعيد المعنى والمبنى.
وتناولت المجموعة مختلف هموم الإنسان سواء على صعيد القهر الاجتماعي الذي تفاقم من تبعات الحرب أو على صعيد الهم الوجداني والذاتي والعاطفي والإنساني إضافة إلى الهم الوطني الذي تضمنته معظم القصائد بشكل أو بآخر.
يذكر أن مجموعة “سفر تكوين الحب” للشاعر والإعلامي بلال أحمد صادرة عن دار بعل وتحتوي أكثر من أربعين نصاً شعرياً وتقع في 101 صفحة من القطع المتوسط ولوحة الغلاف للفنانة الدكتورة فاطمة إسبر.
سامر الشغري
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency