الشريط الإخباري

ورشات عمل مجانية متنوعة للأطفال في ثقافي أبو رمانة كل سبت

دمشق-سانا

منذ تأسيسها قبل أكثر من ستين عاما أخذت المراكز الثقافية على عاتقها مسؤولية رعاية مواهب الأطفال وتنمية طاقاتهم الفكرية وتكوينهم الثقافي فشرعت أبوابها لمن يريد الانضمام إلى ورشات العمل والنشاطات المتنوعة التي تقيمها بشكل مجاني بإشراف خبرات تعمل بشكل تطوعي لتنمية قدرات الطفل السوري واستثمار مواهبه الفطرية العفوية.

ولأن مركز ثقافي ابو رمانة يتوسط مدينة دمشق فانه يحظى بنسبة إقبال ومشاركة من الصغار والكبار أكثر من غيره من المراكز المنتشرة على أطراف المدينة وخصوصا في ظروف الأزمة الحالية.. هذا ما أكده معظم رواد هذا المركز والذين التقت سانا الثقافية مع عدد منهم.2

رئيسة ثقافي أبو رمانة رباب أحمد قالت إن المركز يقيم نشاطات متنوعة وغنية للأطفال في يوم السبت من كل اسبوع لكونه يوم عطلة للطلاب والأهالي الذين يرافقونهم تتضمن ورش رسم وتدريب مسرحي وتمثيل وجلسات حوارية حول الشأن الطفولي تتضمن نقاشات مع الأطفال وذويهم ضمن اختصاصات تهم الأطفال.

وأضافت أن أبواب المركز مفتوحة لكل الراغبين من الأطفال اعتبارا من سن السادسة وحتى الرابعة عشرة من العمر وذلك من الساعة التاسعة صباحا في كل يوم سبت بشكل مجاني وبدون أي رسوم اشتراك حتى ان المشرفين على هذه الورشات يعملون بشكل تطوعي ودون أي مقابل.

وتعتزم إدارة المركز في خطتها القادمة حسب رباب إدراج عرض أفلام للأطفال من قبل الجمعية الكونية السورية وكذلك عرض أفلام للكبار بمعدل فيلم كل اسبوع أو أسبوعين أما الموسيقا واللغات فيقيم لها المركز دورات في النادي الصيفي بأسعار رمزية.

ومن جانبها قالت سوسن رجب المشرفة على ورشة بعنوان “نقرأ نفكر نتحاور” إن مركز ثقافي أبو رمانة يمثل البيئة الآمنة للأطفال ويحقق مبدأ التشاركية ومفهوم التنمية المستدامة.. وأنها تقوم في ورشتها بتنمية مهارات التواصل وتدريب الأطفال على أن يكونوا فاعلين في المجتمع.

وفي هذه الورشة قال الطفل أحمد عمران صف سابع.. جئت لأطلع رفاقي في الورشة على موهبتي في العزف على العود سماعيات وفيروزيات.. بدأت العزف من الصف الثاني في معهد صلحي الوادي.. وأنوي امتهان الموسيقا وأصبح عازفا عندما أكبر.. أحب آلة العود وأحس أنها تناسب الجميع كبارا وصغارا وعندما أعزف تنتابني أحاسيس جميلة حتى صار العود جزءا مني وأهم شيء في حياتي.

الطفلة شام مخول صف سادس حضرت لتؤدي اغنية عطونا الطفولة عطونا الأمان.. وأهلها شجعوها على المشاركة في نشاطات المركز وتريد أن تكون مطربة في المستقبل.. ولم يمنعها الغناء من التفوق في دروسها.. تحس بشعور جميل عندما تغني وتنصح رفاقها الأطفال بأن يستمعوا إلى الأغاني الطربية حتى لو كانوا صغارا.. وستشجع زملاءها على المشاركة في هذه الورشات.

الطفل يوسف حلمي الصف الرابع.. يرتاد المركز منذ عام حتى الآن يشارك في مناقشة القصص التي تروى لهم وطرح أفكار حولها ويستمتع في الحضور إلى المركز كل يوم سبت.. وكذلك تدربهم مشرفة الورشة على أصول التعارف وآداب الحديث وكيفية النقاش وابداء الرأي والاستماع للآخر.

الطفل فارس بشارة الصف السادس فائز بالجائزة الثانية للتصوير الضوئي عن صور لغزلان في محمية التليلة الطبيعية بتدمر خلال مسير مع فريق جوالة الأرض ويحب تصوير المشاهد المميزة ويعتز بحصوله على هذه الجائزة التي حدث رفاقه في الورشة عنها مبينا أنه يحب أن يمتهن التصوير عندما يكبر وهو يحضر كل سبت دون أن يؤثر ذلك على دراسته.

وقالت المشرفة على ورشة الرسم الفنانة التشكيلية وفاء الحافظ.. “عندما طلبت مني ادارة المركز الاشراف على ورشة الرسم لم أتردد وقبلت الأمر بشكل تطوعي وبصراحة لم أكن أتوقع أن يكون تجاوب الاطفال ايجابيا بهذا الشكل الرائع فهم يلتزمون بالمواعيد الدقيقة ما جعلني أتحمس للأمر وأندفع بشكل أكبر بعد أن صار الأطفال يتنافسون لاظهار مواهبهم.. وأنا بدوري حاولت افهامهم بأن الرسم ليس مجرد قلم وورقة بل هو فكر وروح اذ تتحرك اليد للتعبير عن الإحساس والمشاعر المكنونة واستطيع القول إنهم تجاوبوا وأبدعوا في تقديم رسومات واقعية مميزة سواء تلك المرسومة بقلم الرصاص أو الألوان.3

وأوضحت الفنانة الحافظ أن درس اليوم كان عن كيفية البدء باللوحة وماذا يعني كل من اللوحة والقماش والريشة واللون مشيرة إلى أن عدد المشاركين في ورشة الرسم يتراوح بين العشرين والثلاثين طفلا وطموحها ان تقيم معرضا خاصا بهؤلاء الأطفال الذين أنتجوا وتطوروا معها وهي تعتبر لوحاتهم الصغيرة فخرا لها ويسعدها أن يتخرج من هذه الورشة فنانون مبدعون في المستقبل.

الطفل غيث عليا الصف السابع يتعلم مبادئ الرسم ويتلقى الملاحظات والتوجيهات من الفنانة المشرفة ويستفيد من ملاحظاتها وتعلم حتى الآن التظليل والمنظور كما فاز بالجائزة الثانية للرسم في ثقافي كفرسوسة عن الخط العربي ويحب أن يكون مهندسا معماريا عندما يكبر وتعلم اصول الرسم يفيده في هذا الاختصاص.

أما سرمدي صافية صف سابع المشارك في ورشة الرسم.. ساعدته الفنانة الحافظ على تعلم أساسيات الرسم والتلوين بالألوان المائية وطورت لديه فن التظليل ويتمنى أن يصبح مهندس تصميم داخلي عندما يكبر وطموحاته كبيرة.100

وفي ورشة انجاز للتدريب المسرحي قالت المشرفة على الورشة لمى معلم انه حتى لو لم يمتهن الطفل التمثيل فانه يستفيد من هذه الورشة في حياته اليومية والعملية فنعزز له ثقته بنفسه ونعزز لديه نقاط القوة مع معالجة نقاط الضعف.

وتضم الورشة نحو ثلاثين طفلا يتجاوبون بشكل جيد مع المدرب سعيد سلام ومنهم من كان يعاني الخجل عند التواصل مع الآخرين فنساعدهم على التخلص من ذلك والأهالي يلاحظون الفرق لدى أبنائهم من جلسة لأخرى.. نشتغل على الانتباه والتركيز والوعي والأهل متعاونون ومتفاعلون ونحن سعداء بتجاوب الأهل وتطور الأطفال ما يبشر بأجيال واعية.

أحد الأهالي قال عن نشاطات المركز انها متميزة وايجابية وهادفة تجمع الأطفال ضمن فريق واحد يقوم بفعاليات متنوعة وكل الأفكار التي تكون في ذهن الطفل يمكن أن يطرحها وهذه حالة صحية وايجابية جدا تحتضن مواهب الطفل لذلك يدعو كل الأهالي إلى احضار أطفالهم للمشاركة في الورش التي تناسبهم في هذا المركز الذي يتوسط البلد ويقدم لهم خدمات مجانية.

سلوى صالح