دمشق-سانا
لم تكن تجربة الشاعر رياض صالح الحسين عابرة في مجال قصيدة النثر إنما رسمت خطوطاً بارزة وركائز في ذلك النوع الأدبي استطاع عبرها رغم قصر حياته ورحيله في ريعان الشباب تشكيل علامة بارزة إبان مرحلة السبعينيات والتي شهدت بزوغ نجوم كبار في سماء الشعر.
وفي ذكرى رحيله الأربعين نظم اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطيني ندوة تخليداً لتجربته الشعرية واعترافاً بأهميته كأحد أعلام قصيدة النثر حيث وجد الناقد نذير جعفر أن الشاعر الحسين رغم معاناته من ظروفه القاسية ومرضه وفقدانه لحاسة السمع دخل باب الابداع من أوسع أبوابه.
وتوقف جعفر عند محطات مميزة في حياة الحسين والتي تركت أثراً بالغاً في شعره وخاصة على الصعيد العاطفي وعن نساء شكلن محوراً لقصائده من الأنسة س في حلب وهيفاء التي كتب لهن أعذب أشعاره لافتاً إلى تفرد مجموعته الشعرية الأخيرة وعل في الغابة.
كما قرأت الشاعرة إيمان موصلي قصيدة رثاء بعنوان إلى رياض إضافة إلى قصيدة من شعر الحسين بعنوان “للمرة الألف لا تذهبي”.
الناقد الدكتور راتب سكر اعتبر أن الحسين جاء إلى الشعر محملاً بكل العدة الفكرية والثقافية فهو كائن سردي معرفي في كتاباته زوادته أرصفة العالم ومعاناة بسطائه فضلاً عن امتلاكه القدرة على الادهاش والمفاجأة من العنوان حتى آخر القصيدة وكتابته عن القضية الفلسطينية وعن جوهر الإنسان العربي ورغم أن كتابته تتميز بالسوداوية والسريالية.
ولفت الروائي حسن حميد إلى أهمية السيرة الذاتية للمبدع لأنها تضيء على جزء كبير من إبداعه مقارناً الشاعر الحسين بالأديب الفرنسي جان جينيه لجهة العذابات والظروف القاسية التي تعرض لها ومع ذلك استطاع أن يتجاوزها محولاً خيباته إلى قصائد.
وعبر الانترنت قدم الموسيقي ريدي ميشو من مدينة القامشلي على آلة البزق إحدى أغنياته الـ 13 التي لحنها من قصائد الشاعر الحسين.
الندوة التي أدارها الشاعر أكرم صالح الحسين شقيق الراحل قدم في ختامها عدد من الكتاب والمهتمين مداخلات تناولت مدى الأثر الذي قدمه الشاعر الراحل ودوره في النهوض بقصيدة النثر.
بلال أحمد