الشريط الإخباري

باحثون: المثاقفة ضرورة حتمية والغزو الفكري مخطط استعماري

دمشق-سانا

اتصال الثقافات فيما بينها وتأثرها ببعضها أو ما يعرف بعملية المثاقفة ضرورة حتمية فرضها واقع الحياة الراهن ولكنها من جهة أخرى شكلت مدخلاً لدعاة الغزو الفكري لفرض مشاريعهم وطمس معالم وهوية ثقافات الشعوب.

من هذه الفكرة انطلق باحثون وإعلاميون من سورية وإيران في الندوة التي أقامها المركز الثقافي في أبو رمانة من ضرورة التفريق بين المثاقفة والغزو الثقافي والحاجة إلى تبني مشروع فكري وطني شامل واسع يتسع لكل الفنون ولا سيما السينما منها يواجه محاولات الاستلاب الفكري.

الندوة التي حملت عنوان “مواجهة الغزو الثقافي..الفن والإعلام” تحدث فيها المستشار الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية الدكتور سيد حميد رضا عصمتي أن التمييز بين المثاقفة والغزو الثقافي يجعلنا أمام الحاجة لمعرفة الصديق من العدو والعمل على تربية ثقافية تدفع الفرد للانفتاح على الآخر دون أن ينسلخ عن هويته وجذوره.

وأشار عصمتي إلى التعاون الثقافي بين سورية وإيران وتبني الأخيرة للمواقف التي تسعى لحماية سورية والدفاع عن حقوقها ودعمها بوجه ما يطالها من مؤامرات نظراً لمواقفها العادلة وموقعها الاستراتيجي.

وبين الدكتور عصمتي أن السينما الأمريكية تنشر عبر أفلامها صورة مشوهة للإنسان العربي لتسوق هذه الأعمال في شتى أنحاء العالم وهذا ما يستدعي برأيه مقاطعتها وإطلاق صناعة سينمائية عربية تكون قادرة على مواجهة هذا التشويه المتعمد والمدروس.

على حين رأى رئيس اتحاد الصحفيين موسى عبد النور أن الغزو الثقافي هدفه السيطرة على المجتمع بكل ما فيه وتشويه هويته وهذا ما بدا في مخططات التتريك والفرنسة التي اتبعها الاحتلالان العثماني والفرنسي لطمس معالم الثقافة العربية لأنها تشكل سداً يحول دون تغلغل أفكار غريبة عن مجتمعاتنا.

ولفت عبد النور إلى ضرورة مواجهة الحرب الإعلامية والانتباه لما يقدمه الفن الغربي من مسلسلات وسينما وبرامج أطفال بهدف تحقيق ما عجز عنه الغزو العسكري داعياً إلى إنتاج مواد إعلامية تخاطب الناشئة بمفاهيم وطنية وأسلوب متطور وجعل الإعلام الوطني مرجعاً للمشروع الثقافي النهضوي.

على حين قدم المخرج السينمائي غسان شميط قراءة لواقع السينما السورية والعربية عموماً في وجه مشاريع الغزو الثقافي مشيراً إلى أن الحرب الإرهابية والأزمات المتتالية في المنطقة أبعدت الجمهور عن السينما الوطنية وهذا ما يستدعي بذل كل الجهود الممكنة لتقديم فن سابع راق وحامل للفكر يواجه الأفكار المسمومة التي تبثها الأفلام الأجنبية.

الشاعر الإعلامي محمد خالد الخضر الذي أدار الندوة رأى أن مشروع الغزو الفكري قائم منذ عقود ومواجهته تبدأ من دعم الانتماء الوطني في منظوماتنا التربوية والإعلامية والثقافية.

وفي مداخلتها تحدثت رئيسة المركز الثقافي في أبو رمانة رباب أحمد عن أهمية تحديث أساليب مواجهة الغزو الثقافي بصورة تواكب العصر لتثبيت حقوقنا والدفاع عن هويتنا.

تلا الندوة مداخلات حول الأفكار المطروحة في الندوة ركزت على ضرورة تحديث مضامين الخطاب الفكري والإعلامي لمسايرة العصر تنطلق من ثوابتنا الوطنية والقومية والدفاع عن حقوقنا.

شذى حمود

انظر ايضاً

الثقافة وجذر الهوية والانتماء… ندوة لمؤسسة القدس الدولية في ثقافي أبو رمانة

دمشق-سانا تناولت الندوة التي أقامتها مؤسسة القدس الدولية/سورية في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة دور …