درعا-سانا
مع خروج عدة مشاف عامة في محافظة درعا عن الخدمة يبقى لسكان بعض المناطق خياران إما المشافي الخاصة والتي يصف المعنيون خدماتها بالسيئة أو السفر إلى دمشق والمحافظات القريبة لتلقي العلاج وتحمل أعباء مادية وصحية إضافية.
وينضم أهالي طفس بعد خروج مشفاها العام عن الخدمة منذ أيام قليلة إلى سكان نوى وجاسم والحراك لتكون المعاناة واحدة متمثلة بقلة المشافي العامة وسوء خدمات الخاصة واضطرار المرضى للتوجه نحو محافظتي السويداء أو دمشق لإجراء العمليات الجراحية الحساسة والحصول على خدمات التصوير الشعاعي وخاصة الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي.
ويعزو أحد سكان درعا أيمن العوض سوء الخدمات في المشافي الخاصة إلى غياب الرقابة على أدائها وسفر العديد من الأطباء وخاصة أصحاب الاختصاصات الحرجة الى خارج سورية نتيجة الظروف الراهنة.
ويبين العوض أن المشافي الخاصة تفتقد إلى أبسط الخدمات كالتدفئة والتبريد ومجموعات التوليد ذات الاستطاعة المناسبة التي تحتاجها غرف العمليات والتجهيزات الطبية وغرف التصوير والمخابر قائلا المريض الذي يرتاد المشفى الخاص عليه تقديم التحاليل المخبرية والصور الشعاعية والاستشارات الطبية والاختصاصي الذي يحتاجه لينحصر دور المشفى بتحديد يوم العملية اذا كانت متاحة.
وبحسب غادة محمد فان المشافي الخاصة لا تجري إلا العمليات البسيطة وخاصة في مجالات النسائية والبولية والجراحة العامة وتعتذر عن العمليات الكبرى وتفتقد القدرة على التعامل مع حالات الاسعاف والطوارئ.
وتروي محمد تفاصيل حادثة حصلت منذ عدة اشهر تطلبت اسعاف عشرات المواطنين الى المشافي العامة والخاصة وفوجئ الجميع على حد قولها بانعدام مستلزمات الاسعاف في المشافي الخاصة ما اضطر الجهات المعنية الى إغلاق مشفى في حي المطار بمدينة درعا ولا يزال مغلقا حتى اليوم.
وفي وقت يؤكد فيه مدير صحة درعا الدكتور عبد الودود الحمصي دور المديرية بالإشراف على عمل المشافي الخاصة وحرصها على تحسين خدماتها يعزو عدم القدرة على المحاسبة إلى أن أي إجراء يؤثر سلبا في المواطنين بالدرجة الأولى لعدم وجود بديل فإغلاق المشفى يزيد أعباء الانتقال الى محافظات أخرى لتلقي العلاج ودفع مصاريف اضافية.
ويعترف الدكتور الحمصي بأن المشافي الخاصة العاملة في مدينة درعا وعددها ثلاث تقدم خدماتها للمواطنين بالحد الأدنى و غير قادرة على استقبال الحالات الطارئة والاسعافية لنقص المستلزمات والكوادر الطبية والتمريضية والفنية.
ويشير إلى أن المديرية تعمل حاليا على تحسين خدمات المشافي العامة العاملة وخاصة الهيئة العامة لمشفى درعا التي عادت الى مقرها الاساسي وأعادت تأهيل عدد من تجهيزاتها وخاصة الطبقي المحوري وتتواصل مع المعنيين لإصلاح أجهزة الرنين المغناطيسي وتفتيت الحصيات.
ويصف رئيس دائرة المشافي في مديرية الصحة الدكتور بسام الحريري معظم خدمات المشافي الخاصة بالسيئة وتحتاج الى عمل وجهد طويل لتفعيلها على الوجه المطلوب موضحا ان رئيس دائرة المشافي يرفع تقريره الى مدير الصحة الذي بدوره يعاقب المشفى أو يحيل التقرير الى الجهات المعنية حسب التسلسل.
وتعمل حاليا في درعا 5 مشاف عامة من أصل ثمان بعد خروج ثلاث عن الخدمة و6 مشاف خاصة ووفرت المشافي العامة في العام الماضي 509ر235 الف خدمة للمراجعين فيما استقبلت المراكز الصحية التابعة لمديرية الصحة 577 ألف مراجع.
قاسم المقداد