اللاذقية-سانا
في خطوة مميزة لإحياء ذاكرة التراث أقامت مجموعة شبابية معرضاً تاريخياً من صنع طلاب وطالبات الصف الأول الثانوي في ثانوية الشهيد ياسر حمدان بريف اللاذقية عبروا من خلاله عن ضرورة الحفاظ على تراث الوطن وآثاره لتبقى ماثلة في ذاكرة الأجيال.
وتميز المعرض بلوحاته الفنية الجدارية التي شابهت ورق البردى والمنحوتات الصخرية والفخارية فعكست صورا من حياة الفينيقيين والكنعانيين ومملكة ماري وحضارة ما بين النهرين وصولاً إلى مصر واليمن ومملكة سبأ.
وتحدثت المشرفة على المعرض المدرسة ليندا ميا لسانا الثقافية عن أهمية هذه الفعالية التي تأتي من عمق الهدف الذي أقيمت من أجله وخصوصاً في هذه الظروف التي تمر بها سورية حيث تسعى التنظيمات الإرهابية من خلال التخريب والتدمير لمحو كل أثر يربط الجيل الجديد بماضيه التليد مشيرة إلى أهمية إحياء التراث في ذاكرة الجيل عبر إقامة المعارض والمهرجانات التي تنم عن ثقافة “الإعمار والبناء” في مواجهة ثقافة “التخريب والهدم”.
وأوضحت ليندا ان رغبة الطلبة بتقديم نماذج حية من التاريخ ولو بشكل رمزي مبسط هي المحرك الأساسي لإقامة هذا المعرض الذي شكل نواة لمهرجان نرجو أن يشمل كل المناطق السورية.
وعكست التصماميم التي قدمها الشباب تاريخ الفينيقيين من خلال صور عن حياتهم وأشهر صناعاتهم وتجارتهم حيث برعوا في صناعة الألوان والأصبغة وابتكروا اللون الأرجواني “فينيقس” كما ابتكروا الفخار مطورين بذلك أدواتهم الطينية “كيفاخرس” لتشمل معظم أدواتهم المكتبية والأواني المنزلية وصولاً إلى أماكن دفن الموتى وكذلك عملاتهم التي ابتكروها من جلود الحيوانات فغدوا أول من أوجد العملات في العالم وتعاملوا بها.
كما تضمنت المعروضات نبذة عن مملكة ماري التي نشأت على نهر الفرات 2900 قبل الميلاد وفيها أقدم المكتبات.
وكذلك مكتبه إيبلا التي احتوت 16500 لوح فخاري كتب عليها بالمسمارية وكان من بين المعروضات الرحى الحجرية لطحن القمح ما عكس شهرة إيبلا بزراعته والمدافن التدمرية المرفقة بأنصاف تماثيل لرب الأسرة وبقية أفراد عائلته وكذلك أقدم ناعورة في التاريخ كما زخرت المعروضات بالألواح الطينية التي كتب على بعضها قوانين حمورابي المؤلفة من 282 مادة وصور من الحضارة المصرية كالأهرامات والمسلات الفرعونية والمحراث السومري والقيثارة الذهبية التي تعود إلى 2450 قبل الميلاد وسرقت من العراق عام 2003 إبان الاحتلال الأمريكي.
وأرفقت المعروضات بشروح تضمنت تاريخ كل منحوتة أو لوحة انطلاقا من ضرورة معرفة الأجيال الجديدة لتاريخها والتأسيس لمستقبل أفضل ليتمكنوا من الدفاع عن هذه الأرض بكل ما أوتوا من قوة فمحو الذاكرة جزء من الحرب التي تشن على فكرهم وأخلاقهم.
صبا العلي