دمشق-سانا
تقدم فرقة “طرب دهب” بقيادة المايسترو براق تناري تجربة جميلة في إعادة إحياء الطرب العربي الأصيل بقالب موسيقي جديد من خلال أداء مميز لمجموعة من العازفين والمغنين السوريين وتقديم أمسيات موسيقية غنائية راقية ومعدة بطريقة احترافية في عدة محافظات.
ولم يقتصر عمل الفرقة على إقامة الأمسيات في دمشق فقط بل بدأت تجوب مختلف المحافظات السورية فكان لها خلال اليومين الماضيين أمسيتان موسيقيتان مميزتان في كل من المركزين الثقافيين في طرطوس واللاذقية وبعدها سيكون لها أمسيات في كل من حماة والسويداء.
وعن عمل الفرقة والتي تأسست العام الماضي ومشروعها الفني يقول قائد الفرقة الموسيقي تناري ل سانا إن تأسيس الفرقة جاء بهدف تسليط الضوء على الموسيقا الشرقية والغناء العربي الأصيل لتقديم الحضارة العربية والسورية للعالم بقالب موسيقي جديد وجذاب للجيل الشاب الذي ابتعد عن الموسيقا العربية لمصلحة الموسيقا الغربية والسريعة.
ويتابع تناري.. تلقينا كل الدعم والتسهيلات من وزارة الثقافة لإنشاء الفرقة والاعداد للعمل من خلال تقديم كل الامكانات من مكان التدريب وصولا لإقامة عدد من الحفلات والأمسيات في عدة محافظات مبينا أن دعم الوزارة يعكس ايمانها بقيمة العودة للأصالة الفنية الموسيقية وتقديم أعمال راقية تعكس حضارتنا وقدرات موسيقيينا.
ويوضح تناري أنه سعى لاعادة تقديم عدد من الأغاني الجميلة للعمالقة مثل ام كلثوم وعبد الوهاب ونجيب السراج وغيرهم بقالب موسيقي جديد يعطي لهذه الاعمال سمة المعاصرة ولا يفقدها رونقها وأصالتها معتبرا أن كونه ابن جيل شاب مكنه من فهم ما يحتاجه هذا الجيل من الموسيقا بعيدا عن الاغراق بالرومانسية الكلاسيكية التي اتسمت بها هذه الأغاني.
ويؤكد تناري أنه فوجئ بكم المعجبين من الشباب صغار السن بما تقدمه الفرقة إلى جانب استمتاع الجمهور الأكبر سنا بما سمعوه ما أعادهم للزمن الجميل فكان التقبل من مختلف شرائح المجتمع العمرية لهذا العمل الموسيقي هو ما تسعى فرقة طرب دهب لتقديمه.
وتضم الفرقة اثنين وثلاثين عضوا بين عازفين موسيقيين محترفين ومغنيين مميزين حيث قدمت الفرقة في طرطوس واللاذقية برنامجا جميلا أمتع الحضور واخذهم لعالم من الطرب والأصالة فغنت المجموعة موشحات اندلسية بينما قدم المغني حسام اللبناني بصوته المتمكن الجميل وصلة من الطرب الحلبي وأغنية /عندما يأتي المساء/ للراحل محمد عبد الوهاب وقدمت المغنية لميس خوري بصوتها الرخيم أغنية /سليمى/ للراحل نجيب السراج وأغنية /عودت عيني/ لأم كلثوم وغنت ميرنا ملوحي بصوتها الصافي أغنية /سألوني الناس/ للكبيرة فيروز وأغنية /يا حبيبي تعال الحقني/ للراحلة اسمهان فصفق الجمهور لهم طويلا على ما قدموه من ابداع وحضور جميل.
المغنية الشابة ميرنا ملوحي تقول عن هدف هذه الحفلات في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها.. ان يشعر الناس بأننا مازلنا على قيد الحياة وقادرين على الاستمرار في عملنا وتقديم الفرح والفن لأننا شعب يستحق الحياة وقادر على ان يحيا كما كان دائما ويقدم للعالم كل ما هو حضاري وجميل.
وتوضح ملوحي أن عمل الفرقة في هذا الوقت لاقى كل الدعم من قبل وزارة الثقافة ودار الاوبرا التي امنت لهم مكان التدريب للحفلات التي يحيونها في عدد من المحافظات وهذا يستحق التحية لكل من يسهم في زرع الفرح والسعادة في قلوب السوريين.
وتعبر ملوحي عن فرحها بتقبل الجمهور لما تقدمه الفرقة وتقول.. نحن نعمل على تقديم الطرب العربي الأصيل بقالب موسيقي جديد بحيث نتوجه لأكبر شريحة من المجتمع وهذا تحقق من خلال ما لاحظناه في الحفلات التي أحييناها فالناس استمتعت وصفقت طويلا لما سمعوه وهذا امر مفرح ومشجع على تقديم المزيد في المستقبل القريب.
يذكر أن فرقة طرب دهب ستحيي في الثاني والعشرين من هذا الشهر أمسية في المركز الثقافي بالسويداء وفي السادس والعشرين من هذا الشهر امسية في المركز الثقافي بحماة.
والمايسترو براق تناري من مواليد حلب عام 1980 تخرج في المعهد العربي للموسيقا عام 1995 كعازف على آلة الكمان وهو عضو في نقابة الفنانين السوريين ومصنف فيها كعازف كمان وموزع موسيقي وقائد فرقة موسيقية.
محمد سمير طحان