S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
موسكو-سانا
أجمع العديد من المحللين الروس على أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة تساهم في تطور العلاقات الروسية إيجابيا مع القاهرة ودول المنطقة وتصب في زيادة التعاون السياسي والاقتصادي والتقني وزيادة الاستقرار في وجه المخاطر التي تواجهها المنطقة.
وأعرب أوليغ فومين المحلل السياسي والرئيس المشارك للجنة الروسية للتضامن مع سورية عن ثقته بان الزياره تسهم بإعادة الدور المصري في العالم العربي.
ورأى فومين في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم أنه من المفيد أن تقوم مصر بالتوجه نحو روسيا لأن هذا عامل إيجابي ليس بالنسبة للعلاقات الروسية المصرية فقط بل على دول المنطقة برمتها وخاصة بالنسبة لسورية معربا عن أمله في أن يرى اللحظة التي تقوم فيها القيادة المصرية بتقديم دعم مباشر لسورية وللشعب السوري لأن سورية في الوقت الحاضر تخوض الحرب ضد الإرهاب الدولي دفاعا عن مصالح كل الشعوب العربية بما فيها الشعب في مصر وإن سورية تقف في الخطوط الأمامية للنضال ضد الإرهاب الدولي والتطرف الديني علما بان الشعب المصري ذاته عانى ويعاني المآسي من هذا التطرف ومن هذا الإرهاب.
وأشار فومين إلى ضرورة أن تقف القاهرة على خط نار واحد وفي خندق واحد إلى جانب دمشق في النضال ضد العدو المشترك مشيرا أن المحادثات بين الرئيسين الروسي والمصري لا تتناول العلاقات الاقتصادية والسياسية فقط بل تشمل أيضا علاقات التعاون التقني العسكري وهذا ما يبعث على الأمل في أن السلاح الذي ستستلمه مصر من روسيا سيوضع في مصلحة الدفاع عن الشعب العربي برمته كما في محاربة التطرف والإرهاب وسيسهم كذلك في ردع السياسة لتوسعية الإسرائيلية أيضا.
من جانبها اعتبرت فيرانيكا كراشنينيكوفا المحللة السياسية في وكالة أنباء روسيا اليوم الزيارة حدثا هاما في مضمار تطوير العلاقات الروسية المصرية والروسية العربية عموما في المستقبل وقالت في مقابلة مع مراسل سانا إن مصر عانت كبقية دول المنطقة واتخذت خطوات تجاه روسيا تبعث على الأمل في تطوير العلاقات بين البلدين إذ إن مصر كانت شريكا هاما لروسيا في مختلف الأوقات واليوم.
وأضافت كراشنينيكوفا “عندما تشهد المنطقة تهديدات ومخاطر كبيرة يكتسب التعاون مع الدول الساعية إلى تحقيق السلام الدائم في المنطقة أهمية كبرى” موضحة أن إحدى النقاط الهامة على جدول أعمال مباحثات الرئيسين بوتين والسيسي هي الأزمة في سورية ولا سيما أن مصر وسورية تعانيان من الإرهاب معربة عن قناعتها بانتصار سوريه بمساعدة الأصدقاء.
ولفتت كراشنينيكوفا إلى أن روسيا اتخذت الكثير من الخطوات التي يجب أن تسهم في التسوية السلمية للازمة في سورية ومن بينها الاتصالات التمهيدية التشاورية التي جرت قبل فترة وجيزة في موسكو معربة عن أملها في أن تسهم هذه الخطوة أيضا بقسطها في مسألة التسوية السلمية في سورية كما أجرت مقارنه بين الأزمة في سورية وأوكرانيا وتحول الرأي في أوروبا إلى حل هذه الأزمة سلميا بعيدا عن التصعيد الذي تمثله أمريكا.
بدوره رأى بوريس دولغوف كبير الباحثين في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية في مقابله مماثله أن الإطاحه بحكم الإخوان في مصر استجاب للمصالح الأمنية الروسية ولأمن دول الشرق الأوسط وانه بعد انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر تغير الوضع بشكل ملموس في المنطقة إذ إن مصر دخلت في عداد تلك الدول التي تشن الحرب على المجموعات الإرهابية المسلحة موضحا أن الحرب ضد الإرهاب تنصب في خانة المصالح الوطنية المصرية وأن من مصلحة مصر التوصل في سورية إلى حل سياسي والاستمرار في القضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة فيها.
وأكد الرئيسان الروسى فلاديمير بوتين والمصرى عبد الفتاح السيسى في وقت سابق اليوم ضرورة تكثيف الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتصدى له بكل السبل والعمل على التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.
وكان الرئيس الروسي أكد في حديث لصحيفة الأهرام المصرية قبيل بدء زيارته للقاهرة أنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة في سورية وبين أن سبب ما يحدث حاليا في سورية والعراق يعود إلى “التدخل الخارجي واعتماد المعايير المزدوجة وتقسيم الإرهابيين إلى أشرار وطيبين”.
