S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
اللاذقية-سانا
منذ نعومة أظفاره بدأت موهبة التشكيلي جعفر اسماعيل بالتكون من خلال تحويل وتجسيد الطين بأشكال مختلفة لينتقل من مرحلة الهواية عندما انتسب إلى مركز الفنون التشكيلية ليصقل ملكاته ويطورها من خلال دراسة أكاديمية.
وخلال لقائه مع مراسلة سانا تحدث اسماعيل عن أول عمل فني له في المعهد وهو منحوتة بمادة الجبصين لقدم معشقة بسلاسل تجسد معاني ورموزاً تدل على ارتباط الانسان الوثيق بالأرض وذلك بعد بحث تلقاه في المعهد عن كيفية نحت جسم الانسان بالكامل مبيناً أن هذه المنحوتة حظيت بإعجاب الكثيرين وأولهم أستاذه المشرف في المعهد عمر المصري.
وللطبيعة حضور خاص في عالم اسماعيل يستقي ويستلهم منها أفكاره فهو في توق وشغف عميق للاحتكاك بالطبيعة والتعامل مع الخشب برائحته وملمسه اللذين يستفزان طاقاته ليشكل حالات فنية تختصر عالماً من الإبداع وابتكار أشكال مميزة ومنحوتات منها طاولات الخشب والساعات واللوحات الفنية باستخدام مادة الريزين رغم ارتفاع تكاليف هذه المواد.
ونظراً للتكاليف المرتفعة للأدوات التي يعمل بها صمم اسماعيل آلات تساعده في عمله منها طاولة منشار خشب وماكينة تلميع المعادن وماكينة حف خشب والبرداخ (المبرد الحديدي) إضافة إلى صنع مرسم خاص به.
كما يحتل الرسم مكانة خاصة في عالم إسماعيل من خلال الرسم بأقلام الحبر الجاف على أوراق الكانسون مع اختيار الألوان المناسبة التي تلائم روح الطبيعة ومكوناتها فهو يعيش حالة حوار روحي دائم مع اللوحة الفنية وهو ينجزها.
ويعمل إسماعيل على ترجمة شغفه بالفن بالتحضير لإقامة معرض يجسد من خلاله نحو 50 أغنية من أغاني السيدة فيروز بلوحات فنية باستخدام الألوان وتشكيل بالخط العربي متأثراً بما وصفه بالحالة الفيروزية وتعبيراً منه عن تقدير مسيرتها الفنية إضافة إلى لوحات أخرى مستوحاة من قصائد نظمتها زوجته كقصيدة بعنوان (أبرتقالة أنت أم ماذا).
ويجد إسماعيل في نهاية اللقاء أن الفن جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية يقص فيها الفنان حكاياته وآماله وآلامه ويعكس من خلاله وجه الثقافة الانسانية الممتدة عبر الازمنة والأجيال كاشفاً عن حلمه الشخصي ببناء منزل ريفي يضم ورشة عمل في أحضان الطبيعة الأم التي يجد فيها الملاذ الآمن والملهم لولادة عناصر إبداعية جديدة.
غفار ديب
