طهران-سانا
جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني التأكيد على أن أسباب انعدام الأمن والاستقرار في المنطقة هو تدخل القوى الكبرى في قضاياها وشؤونها موضحا أن إيران تدعم اليوم دول المنطقة التي تواجه وتقاوم التنظيمات الإرهابية.
ودعا روحاني خلال لقائه اليوم سفراء ورؤساء البعثات الأجنبية المعتمدين لدى طهران جميع الدول للتعاون فيما بينها للقضاء على أسباب عدم الاستقرار في المنطقة كالإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة وقال “ليس لنا طريق سوى أن نتخذ القرار ونصنع عالما خاليا من التطرف والإرهاب وهذا لا يتحقق إلا من خلال التعاون من قبل جميع الدول”.
وأوضح روحاني أن السياسة الخارجية الإيرانية مبنية على التعامل البناء مع دول العالم مضيفا “إنه في ظل هذه السياسة فإن علاقاتنا مع مختلف الدول بما في ذلك الدول المجاورة قد تحسنت اليوم أكثر من ذي قبل”.
وأشار روحاني إلى أن إيران في مفاوضاتها مع القوى الكبرى حول ملفها النووي تؤمن دوما بالتوصل إلى اتفاق على أساس قاعدة الربح معربا عن أمله في أن يبدي الطرف المفاوض الآخر الإرادة السياسية اللازمة أكثر من قبل للتوصل إلى حل سياسي لهذه القضية ولا سيما أن إيران أبدت المرونة اللازمة في مجال معالجة وحل هذا الملف سياسيا خلال الأشهر الماضية.
وقال روحاني “لقد تمكنا في الملف النووي من جعل عملية المفاوضات بناءة وتوجيه هذا الملف نحو الحل والتفاهم من قبل الطرفين وإذا كانت الإرادة السياسية متوافرة لدى الطرف الآخر فإنني أعتقد بأنه يمكن حل القضايا الخلافية المتبقية في فترة قصيرة”.
وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني على شمخاني أكد اليوم أن إصرار الدول الغربية على تجاهل حقوق وإرادة الشعوب وسعيها لتغيير الأنظمة باستخدام أداة الإرهاب أفضى إلى انتشار وتوسع رقعة التيارات التكفيرية وتصعيد الأزمة في المنطقة.
ولايتي: أمريكا صنعت تنظيم داعش الإرهابي بهدف تشويه الصورة الناصعة للإسلام
في سياق آخر أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران الشؤون الدولية علي اكبر ولايتي أن أمريكا صنعت تنظيم داعش الإرهابي بهدف تشويه الصورة الناصعة للإسلام العظيم داعيا الشعوب الإسلامية لتعزيز الوحدة فيما بينها والتصدي لكل أشكال التدخل الأمريكي والأجنبي في شؤون بلادها.
وقال ولايتي خلال كلمة له اليوم في الملتقى الدولي للتبادل الفكري المنعقد حاليا بطهران بمشاركة نحو ثلاثمئة شخصية فكرية وثقافية من مختلف دول العالم بمناسبة الذكرى السنوية السادسة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران “إن تنظيم داعش الإرهابي ارتكب جرائم وحشية بهدف تشويه الدين الإسلامي الحنيف وهو دين الرحمة ومن واجب المفكرين والمثقفين في العالم الإسلامي اليوم مواجهة الأفكار المتطرفة والتكفيرية والإرهابية لنثبت للجميع بأن هذه الأفكار انتشرت بتأثير ودعم من الدول الأجنبية”.
ونوه ولايتي بتصدي الشعوب في سورية والعراق ولبنان واليمن لكل أشكال التدخل الأجنبي في شؤون بلادها وبالانتصارات التي حققتها على التنظيمات الإرهابية.
وفي شأن آخر اعتبر مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران تطور بلاده في مجال التكنولوجيات الحديثة دليلا على العودة إلى الحضارة الإسلامية المزدهرة.
وأكد أن إيران التي تدافع عن مصالح جميع المسلمين في العالم ليست مكبلة بالعقبات التي يضعها الأمريكيون أمام تقدمها في المجال العلمي والتكنولوجي.
وحول المفاوضات النووية أكد ولايتي أن القضية لدى الغربيين ليست الملف النووي الإيراني لأن الغرب يريد حرمان المسلمين من استخدام الطاقة النووية لأهداف سلمية بحتة.
وأشار مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران إلى أن إطلاق القمر الصناعي الإيراني فجر إلى الفضاء مؤخرا يعد مصدر فخر واعتزاز لكل العالم الإسلامي مؤكدا أن تقديم الوجه الحقيقي الناصع للاسلام هو واجب المسلمين كافة.
جهانغيري: الهدف من إيجاد الإرهاب بالمنطقة هو تصعيد حالة التخويف من الإسلام
بدوره أكد نائب الرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري أن الهدف من إيجاد التنظيمات الإرهابية أمثال داعش وغيرها في المنطقة والقيام بعمليات قتل وحشية هو تصعيد حالة التخويف من الإسلام قائلا “لا شك من وجود تيار معاد للإسلام وراء هذه التنظيمات الإرهابية”.
وأضاف جهانغيري بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الايرانية ارنا اليوم أن “التنظيمات الإرهابية ومن خلال أعمالها الوحشية تسعى إلى تقديم الإسلام كدين عنيف مشددا على أن الغرب يعلم بأن إيران وحدها قادرة على تسوية المشاكل الإقليمية.
وحول المفاوضات النووية مع مجموعة خمسة زائد واحد أكد جهانغيري أن عدم الاتفاق أفضل من اتفاق سيئ وأن بلاده لن تسعى نحو اتفاق سيئ بل تسعى نحو اتفاق يضمن الحقوق النووية للشعب الإيراني .
وفي السياق ذاته شدد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الايراني كاظم جلالي على أن يكون الاتفاق النووي مع مجموعة خمسة زائد واحد من مرحلة واحدة ويتسم بالواقعية والعقلانية.
وأشار جلالي خلال كلمة له إلى اتفاق خطة العمل المشترك مع مجموعة خمسة زائد واحد مضيفا أن الغرب لم يلتزم بالاتفاق فيما أجابت إيران على جميع الطروحات التي أثارتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية واعتمدت المصداقية في تقديم الردود حيال برنامجها النووي إلا أن الغربيين رغم تعهدهم بالقبول أثاروا مواضيع جديدة كالادعاءات الافتراضية وعكسوا عدم التزامهم بالتعهدات مرة أخرى.
لاريجاني: هدف الغرب من إيجاد التنظيمات الإرهابية في المنطقة إضعاف قدرات الدول الإسلامية
إلى ذلك أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني “علي لاريجاني” أن هدف الغرب من إيجاد التنظيمات الإرهابية في المنطقة هو إضعاف قدرات الدول الإسلامية وإثارة التفرقة والاختلاف بين الشعوب الاسلامية بدلا من توحيد صفوفهم في وجه الأخطار والتحديات المحدقة بهم.
وقال “لاريجاني” في كلمة له اليوم خلال الملتقى الدولي للتبادل الفكري الذي يعقد حاليا في طهران بمشاركة نحو 300 شخصية فكرية وثقافية واجتماعية من مختلف دول العالم “إن الهدف الآخر الذي تسعى إليه دول الهيمنة العالمية عبر هذه التنظيمات الإرهابية هو حرف أنظار الشعوب الإسلامية عن النضال ضد الاستكبار العالمي والكيان الصهيوني وتدخلاتهما في شؤون المنطقة ودعم الشعب الفلسطيني”.
وأكد “لاريجاني” أن بعض قادة دول المنطقة كان لهم أيضا الدور الكبير في إيجاد التنظيمات الإرهابية والتي كان نتيجتها إثارة عدم الاستقرار في المنطقة والعالم الاسلامي مشددا على أن أمريكا والكيان الصهيوني هما المستفيدان من وجود التنظيمات الإرهابية.
وحول المفاوضات النووية مع مجموعة خمسة زائد واحد قال “لاريجاني”.. إن المباحثات السياسية مع الأطراف الدولية المعنية من شأنها إزالة سوء الفهم الموجود بشأن الملف النووي الإيراني لكن البعض يحاول أن يساوم ويطرح بعض الأقاويل السخيفة في هذا المجال مؤكدا أن إيران لن تتخلى أبدا عن انجازاتها في مجال التقنية النووية.
وكان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القنصلية والبرلمانية “حسن قشقاوي” أكد أن فريق إيران المفاوض لا يمكن أن يتراجع عن القيم الوطنية وحقوق الشعب الإيراني قيد أنملة خلال المفاوضات النووية مع مجموعة 5 زائد 1.