تتعدد أشكال الدفاع والمقاومة بمواجهة العدوان التكفيري، وقد مارسها السوريون بما جعل من أداء الجيش العربي السوري والدفاع الوطني وشتى الشرائح الشعبية والثقافية.. كفيلاً بإبقاء آمال السوريين بمستقبل آمن وبإمكانية تجاوز سورية لأزمتها.
ولكن لا بد من الاعتراف بوجود حاجة إلى فعل شعبي مهم يتجسد في المقاومة الشعبية في المناطق الواقعة تحت سيطرة التكفيريين، أي المقاومة الناشئة من سكان تلك المناطق أنفسهم، علماً أنّ المقاومة الشعبية حضرت في المناطق الواقعة خارج سيطرة التكفيريين، وتوضحت في حماية تلك المناطق، كما توضحت في انطلاقها من تلك المناطق باتجاه المناطق الواقعة خارج سيطرة الدولة، ولكن يصعب الحديث عن حضور هذه المقاومة في أماكن سيطرة التكفيريين، وهنا المسؤولية شعبية برقبة القاطنين تحت سلطة الاحتلال التكفيري قبل أن تكون رسمية من حصة الدولة بشكل عام.
ولا بد من التنبه إلى أنّ المواطن الذي بقي تحت (سلطة الإرهابيين) وقصّر في فعل مضاد وهو قادر على القتال أو ممارسة دور ما في مواجهتهم ولم يفعل، فإنّه يخلخل واجبه الإنساني والشرعي والوطني، كذلك المواطن الذي هاجر بسبب غزو التكفيريين لبيته وهو قادر على فعل شيء وطردهم من منطقة سكنه ولا يقوم بذلك الفعل فإنّه مقصّر في واجبه الوطني أيضاً.
ومن المهم أن تتفجّر هذه المقاومة لأنها من أسرع أنواع طرد الإرهابيين، وتشكل عوامل (تحرر) وتؤدي إلى إنجازات لا تقل أهمية عن أي إنجاز يحققه العمل العسكري المنظّم الذي تقوم به الدولة.
لا بد من وعي تجاه دلالات وويلات كل يوم زيادة في عمر الغزو التكفيري لمنطقة ما كما في الرقة وبعض مناطق حلب ومناطق في دير الزور ودرعا وغيرها، فكيف في حال استمراره لسنوات؟! أجيال وأطفال يعيشون ويكبرون وسط وجود إرهابي يزرع (قيماً مشوّهة) ويفرض عادات وتربية مشوّهة ولا أخلاقية، ويربي الأطفال على الذبح باسم الإيمان.
إذاً أوّل الأمور المطلوبة في مناطق حضور التكفيريين أن تحضر المقاومة الشعبية، وكل الأمور المكملة لها حاضرة وبقوة.
بقلم: ظافر أحمد