اللاذقية-سانا
ترجمت تماضر حيدر من قرية المريجات بريف القرداحة في اللاذقية حبها للأرض والعمل بتأسيس مشروع زراعي صغير في أرضها بما يساعدها على مواجهة ظروف الحياة ومتطلباتها.
وتقول تماضر أو أم دانيال كما تتم مناداتها لمراسلة سانا إنها استطاعت تحويل أرضها الصخرية بما تمتلكه مع عائلتها من إرادة وتصميم وعزيمة إلى واحة غناء مليئة بالأشجار المثمرة والخضراوات وحققت حلمها بإقامة مشروعها الزراعي الذي ساهم بالتخفيف من أعباء الحياة على عائلتها المكونة من11 فردا.
ولفتت إلى أن أرضها باتت مليئة بالمزروعات المتنوعة كالخضراوات من البامية والبندورة والملوخية والفليفلة والباذنجان والذرة والكوسا والفاصولياء واللوبياء والملوخية إضافة إلى الأشجار المثمرة كالحمضيات والمشمش والجوز واللوز والزيتون والكرمة.
وبينت أم دانيال وهي معلمة متقاعدة أن المشروع نتاج سنوات دأب طويلة وبدأت بإزاحة الكتل الصخرية الموجودة بأرضها والبالغة مساحتها نحو8 دونمات ونقلها مع عائلتها يدويا للتخلص منها خارج الأرض مستفيدة منها في رصف جزء من جدران بعض “الحواكير” لتمهد الأرض للزراعة.
وعن انطلاقتها إلى العمل قالت: مع بزوع خيوط الفجر الأولى استيقظ لألبي نداء أرضي وما تحتاجه من مراحل تحضير للزراعة التي تبدأ بالحراثة وتأمين الأسمدة الزراعية المناسبة ثم زراعة المحاصيل الزراعية المتنوعة الممتدة على مدار السنة.
بالعزيمة القوية تحدت أم دانيال أشعة الشمس التي لفحت جبهتها وشكلت اخاديد شاهدة على جهد كبير وقطرات عرق عكست المعاني المقدسة لديها للعمل حيث قالت “إن تعبها ينتهي عندما ترى نتيجة عملها بجني المحاصيل الزراعية ذات الأشكال والألوان المختلفة والتي تسهم برفد احتياجات الأسرة ومد القرية بأنواع جيدة من المحاصيل الزراعية تخفف عنهم عناء التسوق من المدينة”.
وتابعت أم دانيال: “من يؤمن بالكفاح من أجل تأمين لقمة العيش لأفراد أسرته لا يسأم المشقات التي يواجهها ولا يبخل بعطائه ما دام يحمل في صدره قلبا مفعما بالعطاء فزراعة النبات تجعل للإنسان جذورا ضاربة في الأرض وتمده بإرادة البقاء”.
وللسيدة أم دانيال اهتمامات كثيرة تشغل بها أوقات الفراغ منها حفظ الشعر العربي.
غفار ديب