دمشق-سانا
بين الباحث الآثاري الدكتور بسام جاموس أن المواقع التاريخية في مدينة القدس المحتلة مشابهة تماماً لمثيلاتها في مدن دمشق وحماة واللاذقية قديماً وهي شقيقة لهم في العمارة والتقسيمات والمخططات المعمارية والقلاع.
ولفت الباحث جاموس في محاضرته التي جاءت بعنوان (القدس في ضوء المعطيات الحديثة) إلى أن هذه المدينة سكنت منذ الألف الثالث قبل الميلاد وهناك وثائق وشواهد دامغة بأن اليبوسيين أول من سكنوها وهم كنعانيون موضحاً أن القدس مدينة تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد تشبه الممالك السورية وهي شقيقة لهم كممالك ماري وإيبلا وتل بيدر وفيها قصور ومعابد تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد.
ولفت صاحب كتاب الجرف الأحمر إلى أن العالمة الأثرية البريطانية كارتلين كينيون أجرت بحوثاً وتنقيبات في القدس ومحيطها بين عامي 1952 و1954 لتخرج للعالم معلنة النتائج والمعطيات الأثرية التي توصلت إليها في موقع أريحا وبعض المواقع في القدس بأنه لم يعثر على الاطلاق على أي قطعة يهودية في هذه المنطقة.
وجاءت نتائج العالمة البريطانية كينيون مع نتائج تنقيبات مملكة إيبلا ومواقع أخرى وفقاً لجاموس لتؤكد أن مدن فلسطين هي مدن كنعانية عمورية ازدهرت في الألف الثاني قبل الميلاد واستمرت بهذا الاستقرار الحضاري وصولاً للفترة العربية الإسلامية معتبراً أن الدعاوى التي حاول باحثون صهاينة ترويجها حول الهوية التاريخية للقدس أخطر من الغزو العسكري.
ولفت جاموس إلى أن للقدس عشرات الأسماء عبر تاريخها وأشهرها أورسلام وتعني مدينة السلام ويبوس وإيلياء خلال الفترة الكلاسيكية أما اسم القدس أو بيت المقدس فانتشرا في الفترات العربية الإسلامية متطرقاً إلى روائع المواقع الأثرية فيها ككنيسة القيامة والمسجد الاقصى وقبة الصخرة وحائط البراق وغيرها الكثير التي لا تعد وتعود إلى عصور مختلفة.
وتطرق جاموس في محاضرته إلى التنقيبات غير الشرعية التي يقوم بها كيان الاحتلال في مواقع الأراضي المحتلة وخاصة القدس لافتاً إلى أن أخطر ما قام به هذا الكيان هو التنقيبات تحت المسجد الأقصى التي أدت إلى تصدع الكثير من الأبنية المسيحية والإسلامية.
واعتبر المحاضر أن الاعتداءات الصهيونية بحق الأوابد التاريخية ضربت عرض الحائط بجميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تنص على حماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاع أو الاحتلال وعدم المساس بها وخاصة معاهدة لاهاي عام 1954.
مدير عام مؤسسة القدس الدكتور خلف المفتاح لفت إلى أن الفكرة اليهودية قامت على دعوة أن فلسطين هي أرض اليهود وأن القدس تضم هيكل سليمان مبيناً أن الدراسات والأبحاث الموثقة تدحض هذه الرواية وتؤكد على أن القدس أرض عربية منذ آلاف السنين.
عضو مؤسسة القدس الدكتور صابر فلحوط أوضح أن هذه المحاضرة جزء من جملة نشاطات ثقافية وفكرية تقوم بها المؤسسة لدعم الشعب الفلسطيني وللكشف عن جرائم كيان الاحتلال بحق مدينة القدس التي تمثل الشيء الكبير والغني في ذاكرة شعبنا لما تجسده من معان تاريخية ودينية وحضارية عظيمة.
يشار إلى أن المحاضرة نظمتها مؤسسة القدس الدولية-سورية بالتعاون مع اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني ومع فصائل المقاومة.
شذى حمود