كيليتشدار أوغلو: سياسة حزب العدالة والتنمية إزاء سورية خاطئة

أنقرة-سانا

وجه رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كيليتشدار أوغلو انتقادات حادة لسياسات نظام رجب طيب أردوغان إزاء سورية واستغلال الفتيات السوريات المهجرات اللواتي دفعهن إرهاب التنظيمات المسلحة إلى مغادرة منازلهن وبلدهن .

ونقلت وكالة أنباء جيهان عن كيليتشدار أوغلو قوله خلال كلمة ألقاها أمام المجموعة البرلمانية لحزبه تناول فيها مجموعة من القضايا إن هناك شابات سوريات مهجرات يتعرضن لعمليات بيع وشراء في تركيا مشيرا إلى أن سياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا إزاء سورية وما يجري في الشرق الأوسط خاطئة.

ولم تسلم الفتيات والعائلات السورية المهجرة بسبب جرائم الإرهابيين الذين يرعاهم نظام اردوغان ومشيخات الخليج من شر رعاة الإرهاب الدولي وعلى رأسهم سلطات آل سعود حيث يقوم السعوديون باستغلال الأوضاع الصعبة التي تمر بها العائلات السورية المهجرة بفعل الممارسات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة.

وفيما يتعلق بسياسة القمع والانتقام من الأصوات المعارضة التي ينتهجها نظام اردوغان أشار كيليتشدار أوغلو إلى حزمة القوانين الجديدة التي يسعى حزب العدالة والتنمية لتمريرها من البرلمان لتحويل تركيا إلى دولة بوليسية قائلا “إن هدف الحكومة التركية من وراء حزمة قوانين الأمن الداخلي التي بدأ النقاش حولها في البرلمان التركي هو تأسيس نظام السرقة وليس النظام  العام في البلاد”.

ويؤكد مراقبون ومحللون أن تركيا وبعد سيطرة حكومة حزب العدالة والتنمية بصورة كاملة على أجهزة القضاء والأمن والمخابرات بدأت بالتحول إلى دولة بوليسية وخصوصا بعد المشروع القانوني الأخير الذي أعدته الحكومة التركية تحت اسم حزمة الأمن الداخلي.

وزير تركي سابق: أردوغان وأوغلو مسؤولان عن السياسات الخاطئة تجاه سورية

من جهته أكد وزير الداخلية السابق في حكومة حزب العدالة والتنمية نعيم شاهين أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومته أحمد داود  أوغلو مسؤوولان عن السياسات الخاطئة تجاه سورية كونهما من يحدد حاليا السياسات الخارجية لتركيا.

وقال شاهين في حوار أجرته معه صحيفة ينيتشاغ التركية إن “حكومة حزب العدالة والتنمية تدخلت بالأزمة في سورية عبر اتخاذها مواقف وأساليب تتنافى مع القوانين التركية والدولية” مشيرا إلى أن الدليل على ذلك عدم قيام الحكومة باجتماعات استشارية مع المسؤولين الاخرين فيها حول تطورات الاوضاع في سورية للوصول الى القرار الصحيح مكتفية فقط بتقديم معلومات مختصرة لمجلس الوزراء لتمرير مايريده أردوغان وأعوانه دون النظر إلى صحة أو خطأ ذلك القرار.

كما أكد شاهين تورط جهاز المخابرات التركي في السياسات الخاطئة تجاه سورية مشيرا إلى وجود مجلس وزراء داخلي في بلاده مهمته تتلخص في موضوعين فقط هما التحول إلى أداة في عملية انقسام البلاد دون علم ونهب مصادر الدولة وانفاقها قائلا إن “هناك فرقا مختلفة تتولى هذه المهام حسب الموضوع وتتكون من وزير او اثنين وليس من 24 وزيرا”.

وكان سياسيون ومسؤولون أتراك عدة انتقدوا سياسات نظام أردوغان العدائية تجاه سورية وشعبها وتزويده الإرهابيين في سورية بالمال والسلاح حيث اكد مؤخرا رفيق اريلماز النائب عن حزب الشعب الجمهورى التركي ان حكومة حزب العدالة والتنمية لم تتخذ التدابير اللازمة حيال منع دخول الإرهابيين الى سورية عبر الأراضي التركية للالتحاق بصفوف تنظيم داعش الإرهابي.

رئيس هيئة القانون التركي: أردوغان يقود تركيا إلى ديكتاتورية أصولية وحولها الى دولة تساوم التنظيمات الإرهابية 

بدوره حذر رئيس هيئة القانون التركي صبيح كناد أوغلو من أن رئيس نظام حزب العدالة والتنمية في تركيا رجب طيب أردوغان يقود البلاد إلى ديكتاتورية أصولية مشيرا إلى إمكانية محاكمته على جرائم ارتكبها خلال فترة توليه رئاسة الوزراء.

وقال كناد أوغلو في حوار مع صحيفة سوزجو التركية إن هناك اختلافا بين” التدين والأصولية حيث تدعم حكومة حزب العدالة والتنمية التنظيمات المتطرفة بدلا من ترسيخ الدولة العلمانية” مصنفا استغلال اردوغان وحزبه العدالة والتنمية الدين لكسب أصوات الشعب في الانتخابات ضمن مبدأ” اصولية” ومؤكدا أن حكومة حزب العدالة والتنمية حولت تركيا الى دولة تساوم التنظيمات الإرهابية بعد الأنباء التي تتناقلها وسائل الإعلام الغربية حول علاقات تركيا بتنظيمات إرهابية كجماعة “الإخوان المسلمين” وحتى تنظيم “داعش “الإرهابي الذي ادخل تركيا في مأزق ومن المتوقع ان يسبب مشاكل أكبر لها.

وتكشف الاوساط الحزبية والسياسية التركية العديد من المعلومات حول دعم أردوغان وحكومته للتنظيمات الإرهابية في سورية حيث أكد “بولنت تزجان” نائب رئيس حزب الشعب الجمهورى التركى في تصريحات له في حزيران الماضي أنه تم توثيق نقل السلاح والذخيرة للتنظيمات الإرهابية فى سورية عبر تركيا بدعم أجهزة الاستخبارات التركية عبر المحضر الذى أعلن عنه بشأن شاحنات الاستخبارات التركية التى أوقفت بداية العام الماضي في مدينة أضنة التركية فيما تحدثت العديد من التقارير عن قيام حكومة حزب العدالة والتنمية بمساومة تنظيم “داعش” الإرهابي من أجل إعادة رهائن أتراك اختطفهم التنظيم الارهابي من القنصلية التركية في الموصل لدى هجومه على المدينة العراقية.

وأضاف كناد أوغلو أنه ” لا يوجد اي عائق امام احالة “اردوغان” إلى المحكمة العليا ليحاكم على جرائمه” خلال فترة توليه رئاسة الوزراء في تركيا في حال صوت/276/نائبا تركيا لصالح هذه الخطوة.

وأكد رئيس هيئة القانون التركي ان اردوغان ارتكب جرائم تقتضي محاكمته امام المحكمة العليا في فترة شغله منصب رئيس الوزراء وان السبيل الوحيد لجعله حياديا هو احالته إلى المحكمة العليا ليحاكم على جرائمه السابقة من خلال أصوات/276/ نائبا برلمانيا مضيفا أن تركيا تواجه “رئيس جمهورية منحازا ويفتقد للحيادية” وانتقد رئيس هيئة القانون التركي بشدة الصلاحيات الواسعة التي يحاول اردوغان فرضها تحت غطاء النظام الرئاسي قائلا بسخرية إن الصلاحيات الاضافية التي يطالب بها أردوغان ” لا يملكها حتى الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية ويطالب بدعم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا في الانتخابات النيابية متخليا عن موقفه الحيادي الذي ينبغي ان يتحلى به ومتناسيا اليمين الدستورية التي أداها”.

وكانت صحيفة جمهورييت التركية ذكرت امس ان اردوغان يخطط لإضافة مادة إلى الدستور التركي يتم بموجبها الانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي وذلك في إطار اجراءاته ومحاولاته لتعزيز سيطرته على السلطة في تركيا.

ودعا كناد اوغلو الهيئة العليا للانتخابات الى اتخاذ التدابير اللازمة امام قيام اردوغان بحملات دعائية لصالح حزب العدالة والتنمية حيث كان ينبغي عليه أن يتحلى بالحيادية.

وكان النائب التركي عن حزب الحركة القومية حسن حسين ترك اوغلو اقترح في طلب تقدم به الى الهيئة العليا للانتخابات فرض الحظر على ممارسة أردوغان النشاط السياسي في اطار الحظر الانتخابي حتى اجراء الانتخابات النيابية في 7 حزيران القادم إلا أن الهيئة رفضت طلبه.

يذكر أن قيام أردوغان الذي تولى الرئاسة في تركيا في آب الماضي بتشديد قبضته على مؤسسات الدولة التركية ومفاصلها المدنية والعسكرية من خلال فرض تشريعات وقوانين ادارية وامنية وقضائية مثار انتقادات واسعة في الاوساط السياسية والشعبية التركية إلا أن شرطته قمعت كل المظاهر الاحتجاجية المناهضة له ولسياساته الداخلية والخارجية.