الشريط الإخباري

ما وراء أكمة المصالحة القطرية ـ المصرية؟

يبدو أن المصالحة المصرية- القطرية التي تمت برعاية سعودية بعهد الملك الراحل عبد الله قد ماتت معه، أو هي في طريقها إلى ذلك بأفضل الحالات، ويستدل على ذلك من خلال عدة مؤشرات برزت مؤخراً سواء على الساحة المصرية لجهة تحرك «الإخوان» المتصاعد والمواجهات المسلحة في سيناء، أو لجهة التصريحات الصادرة عن مسؤولين مصريين بخصوص معاودة قنوات «الجزيرة» القطرية تحريضها وتصعيدها تجاه مصر.

لقد طبخت المصالحة على عجل، وكان الهدف عودة المياه إلى مجاري العلاقات المصرية- القطرية من دون معالجة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى مثل هذه الحالة، ولاسيما أن ملامح المناورة القطرية كانت بادية للعيان، فالدوحة وجدت نفسها في مواقف حرجة حتى مع شقيقاتها في مجلس التعاون وكانت تريد بأي شكل عودة سفراء المجلس إليها.

اليوم المصالحة الهشة دخلت في أزمة جديدة، وربما تغير الأحداث الأخيرة خريطة العلاقات، وخصوصاً بعد أن عادت «الجزيرة» من جديد لتغطية «التظاهرات» المناهضة للنظام القائم في مصر الآن ووصفه بـ«الانقلاب العسكري».

إن المتأمل لمسيرة هذه المصالحة منذ كانون الأول الماضي يدرك أن جبل الجليد الكبير بين القاهرة والدوحة لا يمكن أن يذوب بجرة قلم أو من خلال اجتماعات خاصة لدى معرفة ما هي عليه قطر بخصوص دعم «الإخوان» واستضافتهم على أراضيها، فضلاً عن ارتباط هذا كله بوضع إقليمي وخاصة تركيا الداعم الرئيس الآخر للإخوان والمعادية لمصر.

وفي كل الأحوال لكل الذين هللوا لهذه المصالحة واعتبروها «خدمة للصف العربي» برعاية السعودية- كما يحلو لبعض الإعلام الخليجي أن يفعل- عليهم أن يقرؤوا ما كتبته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في قراءتها لهذه التطورات.

الصحيفة أشارت إلى أن «المؤسسات» الإسرائيلية السياسية والاستخباراتية تراقب باهتمام بالغ هذه المصالحة، معتبرة أنها، أي المصالحة التي ترعاها السعودية، ستصب في مصلحة «إسرائيل» إذا ما اكتملت بصورتها النهائية.

وتمضي «هآرتس» في شرح الأسباب فتقول: المصالحة بين «الدول الكبيرة المعتدلة» ذات أهمية كبرى لما ستحققه من إعادة الاستقرار في قطاع غزة معتمدة على علاقات قطر بحركات في القطاع.

وحسب ما ترى «هآرتس» فإن السعودية المسكونة بالعداء تجاه إيران ودورها في المنطقة تصالحت مع قطر ورمت بثقلها وراء المصالحة بين الدوحة والقاهرة وعينها على إمكانية تسخير هذا المحور للتأثير في مسار الأحداث في قطاع غزة والمنطقة ككل.

بقلم: شوكت أبو فخر