وكالة جيهان: أردوغان يمارس البلطجة من جديد ويهدد منافسيه ومعارضيه

اسطنبول-سانا

ينتهج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجددا أساليب تقترب من ممارسات زعماء العصابات الإجرامية لتحقيق مآربه في إحكام قبضته على تركيا وتطويق منافسيه والتشهير بسمعتهم وفي دليل على إدراكه بعجزه عن اكتساب الأصوات الشعبية التي تكرس سلطته مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في السابع من حزيران المقبل والتي تعد انتخابات مفصلية بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم كشفت وكالة جيهان التركية عن لجوء أردوغان إلى تهديد وترهيب منافسيه من خلال الزعم بوجود تسجيلات صوتية أو مصورة ضدهم.

وأضافت الوكالة إن أردوغان يحاول بهذه الطريقة اتباع نفس الأسلوب الذي اتبعه العام الماضي مع منافسيه السياسيين ومع أولئك الذين لايتحركون وفقاً لتوجهه من الشخصيات أو المؤسسات من خلال الادعاء بوجود تسجيلات صوتية أو مصورة غير أخلاقية حيث سعى قبيل الانتخابات المحلية والرئاسية لإضعاف موقف منافسيه المحتملين والإساءة إليهم أمام الشارع التركي المعروف بحساسيته تجاه القضايا الأخلاقية.

وكان من بين الأشخاص الذين تعمد أردوغان تهديدهم بالطريقة نفسها الزعيم السابق لحزب الشعب الجمهوري المعارض دنيز بايكال ولم يوفر حتى حلفاء سابقين له كالرئيس السابق عبد الله غول ورئيس المحكمة الدستورية هاشم كيليتش ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة نجدت أوزال ووزير الداخلية السابق إدريس نعيم شاهين عقب انفصاله عن حزب العدالة والتنمية بالإضافة إلى مجموعتي دوغان وجينار الإعلاميتين.

وظهر أردوغان مرة أخرى واتبع النهج ذاته أثناء مشاركته في أحد البرامج إذ انه وبعد تطرقه إلى تصريحات خلوق دينتشر الرئيس السابق لجمعية الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك التي كذب فيها ادعاءات أردوغان بوجود كيان مواز يتآمر على الحكومة عقب الأخير مهددا ” من يعلم قد تكون هناك تسجيلات ممنتجة ضده لابتزازه.. فإن أنت أهنت رئيس جمهورية هذا البلد فإن الرد سيأتيك بشكل أو بآخر”.

وجاء في تقرير جيهان أن تركيا شهدت في أعقاب الكشف عن فضائح الفساد والرشاوى في حكومة أردوغان في 17 و25 كانون الأول من عام 2013 ظهور تسجيلات صوتية لأردوغان وابنه بلال وعدد من أقاربه وأفراد عائلته وأعلنت هيئة الطب الشرعي أنها صحيحة ولم تتعرض لأي أعمال فبركة أو مونتاج.

بيد أن أردوغان واجه تقارير مؤسسات حكومته بحملة مضادة مدعيا أن تلك التسجيلات مفبركة وأن ما تطلق عليه حكومته” الكيان الموازي” هو من أعد هذه التسجيلات المفبركة للشروع في محاولة انقلاب على حكومته وذلك بغية إنقاذ نفسه ووزرائه من اتهامات الفساد.

وبعد ذلك وسع أردوغان نطاق حملته ولجأ إلى تهديد معارضيه ومنافسيه بوجود تسجيلات صوتية ومصورة وهمية ما دفع الأحزاب المعارضة إلى التفكير فيما إذا كان أردوغان يعد تسجيلات مصورة ضد منافسيه.

وتتوالى فضائح أردوغان الواحدة تلو الاخرى لتكشف وجهه الحقيقي فعلى مستوى الداخل التركي كشفت اوساط سياسية تركية عن نية الأخير ترشيح ابنته /سمية/ في الانتخابات النيابية المقبلة في محاولة لتأمين حصانة لعائلته فى ظل فضائح الفساد والرشاوى التي تلاحقها فيما كشف /علي اوزجوندوز/ النائب عن حزب الشعب الجمهوري والمدعي العام السابق أن مراسلات سرية جرت بين مسؤولي حكومة أردوغان بهدف إتلاف أدلة قضية الفساد والرشاوي.

وعلى المستوى الخارجي وبعد أن حاول الرئيس التركي رسم صورة بطولية لنفسه على انه المدافع عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفسطيني وكيل الاتهامات لمعارضيه بالتخابر لصالح الكيان الإسرائيلي ظهر دليل جديد على التعاون بين حكومة حزب العدالة والتنمية والاحتلال الإسرائيلي الذي تحول إلى شريك تجاري قوي لتركيا في المنطقة.

وذكرت وكالة جيهان التركية أن التقارير الاقتصادية أظهرت أن حجم الصادرات التركية إلى الكيان الصهيوني  قفز إلى 925ر2 مليار دولار بحلول العام الماضى مسجلا زيادة قدرها 34ر94 بالمئة بعد أن كانت نصف مليار دولار فقط عام 2009.

وكشفت معطيات مؤسسة الاحصاء التركية أن الحكومة التركية قامت بتصدير 124 طنا من وقود الطائرات إلى الكيان الصهيوني خلال شهري آذار ونيسان الماضيين كما أن العلاقات التجارية بين الجانبين مستمرة وبوتيرة عالية.