موسكو-سانا
أكد رئيس اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد الروسي كونستانتين كوساشيف أن قراراً اميركياً نهائياً بتزويد أوكرانيا بالأسلحة سيؤدي فقط إلى تفاقم حدة التوترات في شرق أوكرانيا.
ونقلت وكالة تاس الروسية عن كوساشيف قوله إنه في حال اتخذت واشنطن في النهاية هذا القرار فإنه قد يثير المزيد من تصاعد حدة الصراع هناك وسيعني أن الولايات المتحدة ركبت الموجة التي تنتهجها كييف لحل الأزمة بالقوة مؤكداً أن الطريق الوحيد لحل الأزمة الأوكرانية يكمن “باجراء المحادثات فقط”.
وذكر كوساشيف بأن “قادة أوكرانيا وفرنسا وألمانيا دعوا قبل أيام فقط إلى وقف العمليات القتالية شرق اوكرانيا ولكن في هذه اللحظة نجد أنفسنا على وشك مواجهة قرار بتزويد الجيش الأوكراني بالاسلحة الفتاكة ما سيوءدي إلى إثارة القتال بشكل أكبر بهذه الأسلحة والاستمرار في إبادة السكان المدنيين الذين يجدون أنفسهم رهائن الأزمة هناك”.
وأشار كوساشيف إلى أن تصعيد حدة التوترات شرق أوكرانيا يصب في مصلحة كييف لأنه يمكنها من تأجيل اللحظة التي ستكون عليها الإجابة فيها عن أسئلة غير مريحة وهي لماذا فشلت وبعد سنة كاملة من استلامها للسلطة من تحقيق الاستقرار وتحسين الوضع في شرق أوكرانيا.
وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما أقر أمس الأول أن إدارته لعبت دور “الوسيط” لتغيير الحكم في أوكرانيا وذلك فى اعتراف وأضح بسعي ادارته للنيل من أسس قوة روسيا التى تقض مضاجع الولايات المتحدة وتقطع الطريق على محاولاتها فرض هيمنتها على العالم.
ورد وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف على تصريح أوباما بالقول” التصريح الأخير يؤكد أن الولايات المتحدة متورطة منذ البداية بالانقلاب في أوكرانيا الذى يصفه الرئيس أوباما بأنه انتقال للسلطة فقط ولا بد من الاشارة الى أن أسلوب الحديث الذي استخدم فى اللقاء يتحدث عن نية واشنطن الاستمرار في دعم نهج السلطات الحالية فى كييف باستخدام القوة لحل الأزمة”.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية أعلنت يوم الأحد الماضي أن القيادة العسكرية لحلف شمال الاطلسى ومسؤولين في الإدارة الأميركية يبحثون إمكانية إرسال “أسلحة فتاكة” إلى القوات الأوكرانية التي تشن حملة عسكرية واسعة في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين شرق أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تقوم الآن بتزويد الجيش الأوكراني بأسلحة أسمتها “مساعدات غير فتاكة” من بينها السترات الواقية من الرصاص وأجهزة الرؤية الليلية وأجهزة الاتصال والمعدات الهندسية والرادارات.
في غضون ذلك اكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن تزويد أوكرانيا بالأسلحة الاميركية في حال حدوثه لن يسهم إلا في ارتفاع عدد ضحايا النزاع.
وعبر شتاينماير خلال مؤتمر إقليمي لحزب ألمانيا الاجتماعي الديمقراطي في نورنبيرغ امس عن قناعته بأن هذا النزاع” لا يمكن حله بالطرق العسكرية” لافتا إلى أن الأميركيين الذين يبحثون مسألة تزويد اوكرانيا بالأسلحة// يشاطرونه// هذا الرأي أيضا.
وشدد على ضرورة محاولة تسوية النزاع في أوكرانيا فقط عن طريق المفاوضات، مضيفا أن “القرارات السياسية الحقيقية تتجسد على أرض الواقع من خلال الجلوس إلى طاولة المفاوضات، لا بواسطة التهديد بالسلاح مطلقا”.