الشريط الإخباري

الشاعر عبد الكريم شعبان يرحل إلى حيث غابت قريته تاركاً قصائد خالدة

دمشق-سانا

أخذت بحيرة السد نصف مساحة قيبور قرية الشاعر الراحل عبد الكريم شعبان فتحولت لديه إلى قصائد اتسمت ببكائية حملت آفاقا جديدة في الشعر لا تشبه إلا الشاعر الذي غادرنا قبل أيام إلى حيث غابت قريته الواقعة في ريف اللاذقية لتبقى قصائده خالدة في ذاكرة الشعر والشعراء.

الشاعر قدم لدوحة الشعر 12 مجموعة منذ عام 1992 منها جياد الريح وخيام الضوء ولا يد في يدي ولكي تحمل الريح أوزارها كان يعتبر كل ما قدمه شعرا مناسبا لوقته ولكن قصائده التي كتبها في السنين الأخيرة هي التي تشبهه أكثر دون أن يتنازل عن أي قصيدة لأن مجموعها يساوي شاعرا اسمه عبد الكريم شعبان.

شعبان الذي شكلت الحالة الشعرية لبنة شعره الأولى منبثقة من مفردات الطبيعة القروية من وديان وينابيع وربيع بكر يحرض الطاقة الإبداعية للمبدع وذلك لا يغني عن مفردات المدينة من منابر وعلاقات ومساحات لا بد منها للشاعر كي يكون موجودا أدبيا مشيرا إلى أن الأثر الذي تركه غياب قريته وملاعب طفولته تحت الماء قد يتحول إلى هاجس سلبي حاول التخلص منه بالنظر إلى الصورة الجميلة التي أبدعها وجود السد والبحيرة.

وأوضح الشاعر توفيق أحمد نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب أنه عرف الراحل منذ 35 عاما وكان يومها شاعرا قادرا استطاع تحقيق حضور في المشهد الشعري السوري العام وقد تنامت وتطورت تجربته إلى أن أصبحت في حالة نضج واضح والمعروف عنه أنه منحاز لقصيدة التفعيلة عموما وقصيدة الوزن خصوصا.

ولفت أحمد إلى أن من طبيعة شعره أنه يرقى إلى كل الأذواق ليشكل جمهورا واسعا حول الإعجاب بمسيرته الشعرية إضافة إلى المسيرة الأخلاقية العالية التي تميز بها فالإبداع لا يمكن أن ينفصل عن الأخلاق.

الشاعر بديع صقور بين أن الراحل شاعر رقيق موهوب يتحلى بالطيبة الخالصة وأن صوره الشعرية جمالية لطيفة مبتكرة تجنح إلى الحداثة حتى في شعره العمودي لافتا إلى أنه مثال للطيبة وللفلاح الريفي المتمسك بأرضه ومفرداتها وهو يحمل الشعر في قلبه لأنه طيب كزهرة ويحمل المحبة في وجدانه وشعره ورغم أنه لم يأخذ حقه من الشهرة لان الشهرة قد يأخذها من لا يستحقها ولكن الذي يبقى في النهاية هو الشاعر الحقيقي.

الشاعر حسن محرز قال “إن الراحل شاعر مطبوع بالفطرة ويغرف من بحر وكان يأخذ من القديم ويجدد فهو رومانسي ابداعي وله بصمات تجديد وصور بديعة طريفة وقد ترك أثرا في ذاكرة الشعراء والقراء تاركا شعورا بالألم والحزن لدى كل من عرفه” لافتا إلى أنه عاش حياته بسيطا هادئا ولم يعط الحياة أكثر مما تستحق مقترحا أن تكون له قصائد في المناهج التعليمية نظرا لأهمية شعره وعرفانا بقيمتها ولا سيما أنه لم ينل بحياته ما يستحق من الشهرة.

بلال أحمد

انظر ايضاً

الشاعر عبد الكريم شعبان: الشعر سيد الأجناس الأدبية

اللاذقية-سانا تفتحت موهبة الشاعر عبد الكريم شعبان في سن مبكرة مبتدئا كتاباته بالشعر العمودي ومن …