اجترار السياسات العدوانية الأمريكية بين بايدن وترامب يؤكد بما لايدع للشك أن الرئيس الأمريكي مجرد منفذ لهذه السياسات لا أكثر ولا أقل ولا يستطيع سواء أكان جمهوريا أو ديمقراطيا أن يخرج قيد أنملة عن خطوطها.
التهور الأمريكي الجديد على الحدود السورية العراقية لايخرج عن السياسة العدوانية الهادفة في محصلتها لخدمة أجندات صهيونية تجد في تأجيج ملفات المنطقة وتفجيرها عند النقطة الحدودية الاستراتيجية السورية العراقية لضمان بقاء حيز عمليات “داعش” الإرهابية فعالاً ومتاحاً وإمكانية توظيفه في عملية الابتزاز السياسي التي تنتهجها الإدارات الأمريكية المتعاقبة سواء في الملفات الاقليمية أو حتى الدولية التي تشكل الحدود العراقية السورية نقطة ارتسام سياسات أمريكا والغرب التابع.
العدوان الأمريكي على جانبي الحدود السورية العراقية غير المفاجئ لجهة العقيدة العدوانية للمحتل الامريكي يعزز القناعة الراسخة بأن قوات المحتل الأمريكي موجودة لتحقيق أهداف اسرائيل تحديدا في هذه النقطة البالغة الأهمية بالنسبة للمحور المقاوم وخصوصيتها بالنسبة لحسابات الامريكي والإسرائيلي الساعي لتقديم الدعم لأدواته العميلة ومد فلول داعش الإرهابي بجرعات دعم معنوية لإحياء عملياته في هذه المنطقة الحساسة على الجانبين السوري والعراقي.
التشدق الأمريكي بمشروعية عملياته تحت مسوغات واهية تفندها القوانين الدولية التي تتقن الإدارة الامريكية خرقها على الدوام فالضربات الجوية التي شنت بأوامر من القيادة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس بايدن نشكل حرباً عدوانية ضد سورية والعراق وفقاً لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية حيث تُعرِّف المادة (8) جريمة العدوان على أنها تشمل “قصف القوات المسلحة لدولة ما إقليم دولة أخرى أو استخدام أي أسلحة من قبل دولة ضد إقليم دولة أخرى فكيف باحتلال جزء من الأرض وسرقة الثروات النفطية ونهب صوامع الحبوب وحرقة المحصول؟!
المحور المقاوم يدرك حقيقة المآزق غير المسبوق الذي يعانيه كيان العدو الصهيوني داخليا وحاجته لتصدير مشكلاته خارجيا وضرورة خلط أوراق ملفات المنطقة التي تترتب على إيقاع انتصارات دول المحور سياسيا “انتخابيا” وميدانيا مادفعها لحماقة وتهور جديد قد لايكون الأخير لكنه بالمقابل لن يغير من حقيقة وميزان القوى بل على العكس نجده اختباراً حقيقياً للصبر الاستراتيجي لمحور المقاومة ومجالا مناسبا لتطوير قدرات الرد النوعي على العمليات المتهورة للأمريكي وللإسرائيلي وهذا ما أكدته قيادات عراقية أن العمل المتهور لن يمر دون رد وأن المحتل إلى زوال.